الأمير علي يمضي في مشوار انتخابات "الفيفا"

صنارة نيوز - 2016-02-07 10:05:41

عمان-  لم يحمل قرار الاتحاد الأفريقي لكرة القدم خلال اجتماعه في كيغالي أول من أمس، أي مفاجأة غير متوقعة، ذلك أن قرار دعم رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الشيخ سلمان بن ابراهيم لرئاسة الاتحاد الدولي (فيفا) في الانتخابات التي ستجرى يوم الجمعة 26 شباط (فبراير) الحالي في زيوريخ كان متوقعا.
"الطبخة" التي تمت يوم الجمعة 15 كانون الثاني (يناير) الماضي في كيغالي، على شكل مذكرة تفاهم وقعها رئيس الاتحاد الأفريقي عيسى حياتو ورئيس الاتحاد الآسيوي سلمان بن ابراهيم، كانت توحي بما لا يدع مجالا للشك، بأن ثمة أمورا تمت من وراء الكواليس، وأن الاتفاق المعلن آنذاك مجرد "حبر على ورق"، لأن الاتفاق الفعلي كان عبارة عن "صفقة انتخابية تجارية".
وعندما فاحت "الرائحة النتنة" من ذلك الاتفاق، حذر الأمير علي بن الحسين منه، قائلا: "أشعر بالقلق من أن هناك محاولة لخرق القواعد الانتخابية لرئاسة الفيفا. لقد راسلت اللجنة الانتخابية وأطلعتها على مخاوفي مطالبا بدراسة المسألة".
وأضاف: "دائما كنت أشجع التفاهم بين الاتحادات القارية، لكن توقيت هذا الاتفاق بين الاتحادين الآسيوي والأفريقي يبدو وكأنه محاولة وقحة لهندسة كتلة تصويت".
النائب الأول لرئيس الاتحاد الأفريقي سوكيتو باتل صرح أول من أمس، أن اللجنة التنفيذية قررت تقديم دعمها الكامل لترشيح الشيخ سلمان لرئاسة الفيفا، فيما أوضح النائب الثاني المامي كابيلي كامارا أن القرار اتخذ بـ"الإجماع".
من المفهوم أن الانتخابات المقبلة ستكون أشبه بـ"معركة حامية الوطيس"، وأن الحسم فيها لن يتم من الجولة الأولى، بحيث تجرى الانتخابات في الجولة الثانية بين أكثر مرشحين حصولا على الأصوات، فيما يتم استبعاد الآخر أو الآخرين طبقا للعدد الذي سيشارك في الانتخابات، وإن كانت التوقعات تشير إلى انسحاب محتمل للثنائي الفرنسي جيروم شاميانيي والجنوب افريقي طوكيو سيكسويل، وبالتالي ستبقى الانتخابات بين ثلاثة مرشحين هم: الأمير علي بن الحسين، 
والشيخ سلمان والأمين العام للاتحاد الاوروبي السويسري جاني اينفانتينو.
التضييق على الأمير علي بن الحسين يأتي بشكل مستمر، ففي الانتخابات الماضية وقف رئيسا الاتحادين الأفريقي والآسيوي إلى جانب جوزيف بلاتر، ووجها كثيرا من الأصوات في غير صالح الأمير علي، ما أفقده عددا كافيا منها تسبب في خسارته "73 مقابل 133 صوتا".
الصورة اليوم تبدو مختلفة إلى حد كبير عن الانتخابات الماضية، ذلك أن الأمير علي حصل آنذاك على دعم ملموس من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم وربما يكون الأكبر "نحو 65 % من أصوات القارة البالغة 53 صوتا"، كما حصل على أصوات متفرقة من بقية القارات، لكنه يواجه هذه المرة تحالفات علنية وأخرى سرية، ومع ذلك سعى سموه إلى زيارة عدد كبير من الاتحادات في مختلف القارات، وإن لم يتواجد في العاصمة الرواندية كيغالي اسوة ببقية المرشحين، لكنه بالفعل زار بلدانا افريقية عديدة بشكل منفصل.
فرص الأمير علي للفوز برئاسة الفيفا ما تزال قائمة رغم تلك التحالفات، لأن الرهان ما يزال قائما على نزاهة الاتحادات الأهلية في عدم الانجراف خلف الوعود الانتخابية ذات المصلحة الخاصة والتي يطلقها بعض رؤساء الاتحادات القارية، كما أن فوز الأمير علي مرهون بنزاهة الانتخابات وإبعاد التدخلات الخارجية كما هو الحال في الاتفاق الآسيوي الافريقي.
من هنا سيحتاج الأمير علي الى أصوات الاتحادات الأهلية من مختلف القارات... هناك عدد لا بأس به من الأصوات الانتخابية سيحصل عليها الأمير علي من القارتين الآسيوية والأفريقية رغم ذلك الاتفاق غير النزيه، لأنه لو كان نزيها وغير مشبوه لتم الإعلان عنه رسميا في الخامس عشر من الشهر الماضي، حين تم توقيع مذكرة التفاهم ذات المضمون المنافي للحقيقة.
كما أن سموه سيحصل على أصوات من القارة الأوروبية وقارة أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي "الكونكاكاف"، بالاضافة طبعا لقارتي أميركا الجنوبية وأوقيانوسيا.
وتكمن المخاوف من حدوث اتفاق سري بين سلمان واينفانتينو، بحيث يقوم "الخاسر منهما ومن يحتل المركز الثالث" بتوجيه الدعم للمرشح الذي سيبقى في مواجهة الأمير علي في الجولة الثانية، وهذا أمر وارد في ظل الاتفاقات المسبقة بين الرجلين واللذين نزلا الانتخابات بعدما تأكد غياب رئيس الاتحاد الاوروبي الموقوف ميشال بلاتيني، لأنهما كانا "الخطة البديلة ب"، وكانا سينسحبان لو أن لجنة الأخلاق في الفيفا سمحت لبلاتيني بخوض الانتخابات.
وللتذكير فإن الاتحاد الافريقي يضم 54 صوتا مقابل 53 صوتا للاتحاد الاوروبي و46 لآسيا و35 لاتحاد الكونكاكاف و11 لأوقيانوسيا و10 لأميركا الجنوبية.