طلبة وأهال تواقون لعودة التعليم الوجاهي

صنارة نيوز - 2021-08-09 20:59:59

 بحماس ولهفة وشغف، يستعد طلبة المدارس وذووهم لعودة المدارس في الخامس عشر من آب (أغسطس) بعد انقطاع استمر ما يقارب العام ونصف العام والتحول إلى التعلم عن بعد بسبب جائحة كورونا.
قرار العودة للتعليم الوجاهي تزامنا مع بدء الفاقد التعليمي، عاد ليبث الأمل في نفوس الطلبة وذويهم الذين بدأوا الاستعداد لنظام المدارس بشوق كبير، والتسابق الى صفوفهم ومقاعدهم الدراسية ورؤية أصدقائهم وأروقة المدرسة التي تحمل الكثير من القصص والحكايات التي فقدها الطلبة منذ بدء جائحة كورونا.
من جديد بدأ طلبة المدارس يجهزون أنفسهم للعودة إلى المدرسة، بسعادة كبيرة بعد أن أرهقهم التعلم عن بعد، رافضين مجرد التفكير باحتمالية عدم العودة، فبدأوا يجهزون القرطاسية ويحضرون الأقلام والدفاتر والحقائب المدرسية التي ما تزال مخبأة منذ عام ونصف.
“مش معطية فرحتها لحدا”.. بهذه الكلمات عبرت ميساء عن سعادة ابنتها بعودة المدرسة، خصوصا وأنها ستكون المرة الأولى لها في المدرسة بعد أن اجتازت مرحلة رياض الأطفال والصف الأول في التعلم عن بعد.
الحماس الكبير الذي تشعر به ابنة ميساء في الصف الثاني دفعها لتجهيز زيها المدرسي منذ أيام وترتيبه في غرفتها إلى جانب حقيبتها المدرسية وقرطاسيتها التي اختارتها بنفسها، فرحا بالعودة إلى التعليم الوجاهي.
لا يختلف الحال في كثير من بيوت الأردنيين الذين يتلهفون لعودة أبنائهم إلى المدارس واستقرارهم النفسي والتعليمي بعد أن جعل التعلم عن بعد ليلهم نهارا ونهارهم ليلا، بحسب أم بلال، وهي أم لأربعة أبناء في المدرسة.
فوضى عارمة خلقها نظام التعلم عن بعد في حياة الكثير من الطلبة الذين لم يستوعبوا إلى الآن فكرة التعليم من المنزل، ومتابعة المنصة من دون التفاعل مع المعلم أو حتى اللعب مع الأصدقاء أثر بشكل كبير في حياة الطلبة نفسيا وتربويا وأكاديميا، بحسب أم بلال التي تصف الفرحة الكبيرة التي تشعر بها هي وأبناؤها لقرار العودة للتعليم الوجاهي.
في حين اختار الطالب عبدالله (14 عاما)، الالتحاق بالفاقد التعليمي بعد أن أمضى عاما ونصف العام في الدراسة من المنزل، مستبشرا بالعودة إلى التعليم الوجاهي.
فرحة عبدالله بالعودة إلى المدرسة كانت مختلفة، حيث عاد من جديد لمراجعة المواد الأساسية التي درسها في الصف الثامن استعدادا لمرحلة الفاقد التعليمي من دون أن يشعر بكلل أو ملل، فشغفه الكبير للعودة إلى صفه وأصدقائه ومعلمته جعله يتمنى العودة القريبة.
يقول “نفسي أنام وأصحى ويرجع الدوام وحتى لو كان ساعات في اليوم”، عاقدا آماله بأن تكون تلك العودة المبكرة بشرى أمل بالعودة الكاملة للتعليم الوجاهي.
إلى ذلك، بدأ الخمسيني أحمد التميمي بإعادة ضبط إيقاع نوم أبنائه في المنزل الذين اعتادوا السهر والخروج في كل الأوقات منذ الانتقال إلى التعلم عن بعد ليعود من جديد لإحياء “القوانين المدرسية المنزلية”، ابتداء من النوم والاستيقاظ باكرا وتنظيم أوقات الطعام والدراسة والملابس وغيرها من الأمور التي فقد الأهل السيطرة عليها.
“حملة إنعاش للذاكرة”، هذا ما يقوم به حازم القيسي، وهو والد لثلاثة أبناء في المدرسة، من خلال مراجعات يومية يقوم بها لأبنائه لجداول الضرب والقسمة والمسائل الحسابية وبعض الأساسيات في اللغة الإنجليزية رغبة منه في إعادة الحياة لذاكرتهم وإشعال الحماس فيهم من جديد للعودة إلى الدوام المدرسي.
ويتفق في ذلك التربوي الدكتور عايش النوايسة الذي يؤكد دور الأهل في ضبط وتنظيم أوقات النوم للأبناء وتقنين استخدام الأجهزة الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي.
وعلى أولياء الأمور، بحسب النوايسة، ومنذ بداية الأسبوع، الحديث مع الأبناء عن العودة إلى التعليم الوجاهي والالتزام بالاشتراطات الصحية ووقاية أنفسهم والحفاظ على نظافة أجسادهم وتحقيق التباعد المطلوب لاستمرار التعليم كما ينبغي.
ومن جهة أخرى، يرى النوايسة أن على الأهل تهيئة أبنائهم لالتقاء أصدقائهم بعد غياب لمدة عام ونصف العام عن المقاعد الدراسية ومعلميهم وزملائهم، وبالتالي العودة إلى الحياة الطبيعية، فعلى أولياء الأمور أن يظهروا الفرحة أمام أبنائهم بالعودة إلى المدارس وأن هذه الجائحة تعد تحديا وأنهم سيتجاوزونه قريبا.
ويضيف “على الأهل أن يقدموا لأبنائهم رسالة فرح ورسالة أمل واطمئنان تبعث الإيجابية في نفوس الأبناء للعودة من جديد للمدرسة”، وأنهم عادوا للحياة الطبيعية.
القضية الأخرى، بحسب النوايسة، هي التمهيد للعودة مرة أخرى للتعليم الوجاهي، وهنا تكمن المسؤولية على الجميع، ومنها المؤسسات الإعلامية، من خلال بث رسائل توعية تتعلق بالبروتوكولات الصحية وكيف يمكن أن يتم تحقيق التباعد والقضايا التي تتعلق بالوقاية.
إلى ذلك، الابتعاد عن الإشاعات التي تنفي العودة إلى التعليم الوجاهي، وما يتم تداوله من العودة إلى التعلم عن بعد بعد أسابيع من الدراسة وغيرها من الإشاعات التي تخلق توترا كبيرا بين الطلبة وتفقدهم الثقة بالعودة إلى التعليم الوجاهي والاستقرار.
كما لا بد من أن يكون هناك حافز من حوافز الثقة والفرح بالعودة إلى المدرسة، وأن يكون الجميع على درجة عالية من الجاهزية؛ الطلاب، أولياء الأمور، المدارس والمعلمون أيضا، للعودة إلى عام دراسي كامل وجاهي وألا تلجأ الحكومة للعودة إلى التعلم عن بعد.
أهم شيء في هذه المرحلة، بحسب النوايسة، هو بث رسائل الثقة بين جميع الأطراف؛ أولياء الأمور والطلاب والمدارس والوزارة والمجتمع لضمان العودة إلى تعليم وجاهي آمن وعودة الحياة إلى طبيعتها.
عودة الطلبة بعد جائحة كورونا للمدارس لا تحتاج إلى كثير من العمل، بحسب اختصاصي علم النفس الدكتور موسى مطارنة، الذي يبين أن على الأسرة تغيير نظام حياة الطالب الذي اعتاده خلال العام ونصف العام الماضيين، تحديدا الجلوس والدراسة من دون نظام وترتيب والتزام.
ويضيف مطارنة “الآن لابد من العودة إلى النظام والالتزام والترتيب والاستيقاظ باكرا”، لافتا الى ضرورة تهيئة الطلاب من الآن للعودة إلى مقاعد الدراسة وخلق الحافزية والدافعية لهم ليتمكنوا من العودة للانخراط من جديد في الالتزام والدراية والنظام المدرسي.