هل التربية مستعدة لاستقبال ربع مليون طالب انتقلوا من المدارس الخاصة إلى الحكومية؟

صنارة نيوز - 2022-08-21 10:20:48
أيام قليلة تفصلنا عن بدء العام الدراسي الجديد 2022-2023، إيذانا ببدء مرحلة دراسية مليئة بالشغف بعد مضي عامين متتاليين من الاحداث التي غلب عليها طابع القلق والخوف من الدراسة جراء جائحة كورونا التي المّت بالقطاع التعليمي بشكل مباشر وفي جميع دول العالم.
 
الظرف الاستثنائي من جائحة كورونا افرز واقعا يتطلب بيئة قادرة على مجابهة التحديات التي تفرضها الظروف العالمية، والتي أصبحت مثار جدل جراء لجوء وزارة التربية والتعليم حينها لنظام التعلم عن بعد والذي اثبت عدم فاعليته نظرا لعدم جهوزية الميدان التربوي في القطاع الحكومي تحديدا، في ظل قصور الإمكانات المادية والموارد البشرية المؤهلة.
 
ولجأت الوزارة في العامين الماضيين الى التعامل مع ازمة كورونا والتي ساهمت بزيادة الهجرة العكسية من القطاع الخاص الى الحكومي لاستقبال نحو ربع مليون طالب، الامر الذي اربك مشهد التعليم وساهم بزيادة الاكتظاظ الطلابي في حرم المدارس، مما استدعى الوزارة الى اللجوء الى أنظمة التناوب والفترات والتي بدورها خفضت من جودة مخرجات التعليم، وفق رأي الخبراء والمتابعين للشأن التربوي.
 
جميع هذه المعطيات تقود بالتساؤل حول مدى استعداد وزارة التربية والتعليم لاستقبال نحو مليوني طالب.
 
من جانبها قالت الامينة العامة لوزارة التربية والتعليم للشؤون الإدارية الدكتورة نجوى قبيلات ان الوزارة تواصل جهودها لاتمام استعدادها ايذانا ببدء العام الدراسي المقبل ضمن جهود حثيثة وبالتعاون مع مديريات التربية والتعليم.
 
واضافت ان القبول في المدارس الحكومية سيكون ضمن الطاقة الاستيعابية للمدارس. وفي حال زاد عدد المقبولين سيتم تسجيلهم على قوائم الاحتياط،
 
واكدت، اذا تجاوز الانتقال السعة سيتم استحداث مدارس مسائية قادرة على استيعاب جميع الطلبة المنتقلين للقطاع الحكومي، وسينصح الطلبة التوجه لها.
 
وحول الظرف الوبائي اوضحت قبيلات ان الوزارة ملتزمة بامر دفاع (٣٥) القاضي بضرورة تلقي جرعتي لقاح لكل من اتم ١٨ عاما، مبينا انه في حال الاصابة بفيروس كورونا خلال الدوام المدرسي فان الطالب او هيئة التدريس ملزم باتباع حجر منزلي لمدة خمسة ايام اعتبارا من تاريخ اجراء الفحص الطبي.
 
ولفتت قبيلات ان ارتداء الكمامة داخل الحرم المدرسي غير ملزم، الا انها فضلت استخدامها في المدارس التي تشهد اكتظاظا بعدد الطلبة، حرصا على سلامتهم وسلامة المعلمين.
 
وحول مدى جهوزية الوزارة وتوفر الكتب المدرسية، اكدت قبيلات بان مايقارب ٩٥٪ من الكتب تم توريدها لمديريات التربية والتعليم، وسيتم توزيعها قبيل بدء الفصل الدراسي الاول بحلول اول ايام الدراسة.، لافتة الى ان الجزء المتبقي سيسلم في ٢٤ من الشهر الحالي.
 
من جانبه، اكد الناطق الاعلامي باسم وزارة التربية والتعليم الدكتور احمد المساعفة، ان الوزارة انهت كافة الاستعدادات اللازمة لبدء العام الدراسي المقبل والذي يبدأ في 31 آب الحالي للطلبة على ان يكون دوام الكوادر التربوية والادارية يوم 24 الشهر الجاري.
 
وقال المساعفة: ان الوزارة عممت على جميع مديريات التربية والتعليم في جميع محافظات المملكة بضرورة اجراء الاستعدادات اللازمة لصيانة المدارس وتهيئة بيئة مدرسية آمنة لجميع الطلبة وبمختلف المراحل الدراسية.
 
واوضح المساعفة ان الدوام المدرسي للعام المقبل «وجاهيا»، وتم الغاء العمل بنظام التناوب بشكل قاطع، خاصة وان الوزارة عممت الارشادات اللازمة فيما يخص الوضع الوبائي لجميع المديريات والتي تشرف عليها وزارة الصحة والجهات المعنية.
 
كما عملت الوزارة -وفق المساعفة- على تشكيل لجنة صحية لمتابعة الخدمات اللوجستية من نظافة وتفقد خزانات المياه واباريز الكهرباء وغيرها من الشؤون الصحية التي تستدعي الانتباه لها بشكل يوفر بيئة آمنة لجميع الطلبة والكوادر التعليمية.
 
وحول عملية انتقال الطلبة بين المساعفة، انها تستمر لمدة اربعة اسابيع بعد بدء العام الدراسي، مشيرا الى ان الوزارة استقبلت نحو 200 الف طالب صف اول اساسي، وان العملية مستمرة لغاية انتهاء المدة المحددة.
 
ولفت المساعفة الى ان الكتب المدرسية جرى توزيعها على مديريات التربية ليصار تسليمها للطلبة في اول يومين دراسيين ولمدارس القطاع الحكومي والخاص.
 
وحول جاهزية الوزارة لاستقبال الطلبة، قال مدير ادارة الابنية والمشاريع الدولية في وزارة التربية والتعليم المهندس ابراهيم سمامعة: إن العملية التربوية لا تقتصر على المعلم والطالب انما تؤخد بنظرة شمولية لتراعي الجانب الهندسي والبناء المدرسي للمؤسسة التعليمية الذي يجب ان يؤهل تأهيلا نموذجيا لاستقبال الطلبة بمختلف مراحلهم بشكل يوفر بيئة جاذبة وآمنة للطلبة والكوادر التعليمية.
 
واضاف: ان الوزارة شكلت لجنة فنية لمتابعة الاستعداد للعام الدراسي الجديد 2023 لتوفير بيئة تعليمية ملائمة للطلبة.
 
واوضح ان الوزارة قامت من خلال ادارة الابنية وبمشاركة وزارة الاشغال العامة باستلام 13 مدرسة بمجموع 220 غرفة بكلفة تقارب 20 مليون دينار اضافة الى استلام اضافات صفية بلغت 13 اضافة تحتوي على 113 غرفة صفية بقمية 5.5 مليون دينار واستلام 40 مشروع رياض اطفال 6 منها مع الاضافات الصفية، حيث بلغت جميع الكلف الكلية ما بين مدارس واضافات صفية وانشاء رياض اطفال 33 مليون دينار تقريبا، وسيتم استلام الغرف والاضافات الصفية في الاول من ايلول المقبل.
 
وحول المشاريع المتوقع استلامها في نهاية عام 2022 كشف سمامعة، ان نسب الانجاز فيها يتراوح ما بين 20- 80%، ومن المتوقع استلامها نهاية العام الجاري 2022 وتشمل مدارس واضافات ومشاريع رياض اطفال، حيث بلغ عدد المدارس قيد الانشاء نحو 26 مدرسة تحتوى على 496 غرفة صفية بقيمة اجمالية تصل 57 مليون دينار، في حين وصل عدد الاضافات الصفية الى 10 مشاريع تحتوي على 81 غرفة صفية بكلفة تصل 5 ملايين دينار اضافة الى 8 مشاريع رياض اطفال تحتوي على 30 غرفة صفية كلفة 2.7 مليون دينار بمجموع 63 مليون دينار، لتصل الكلفة الاجمالية لانشاء وبناء المدارس نحو 100 مليون دينار خلال عام 2022.
 
الرأي - سرى الضمور