ما هي الآثار السلبية لمطار “رامون الاسرائيلي” على الاقتصـاد الأردنـي ؟

صنارة نيوز - 2022-08-25 13:21:53
القرارات والخطوات الاستفزازية لدولة الاحتلال الاسرائيلي من خلال انشاء مطارات وفتحها - منذ ايام امام الفلسطينيين الى دول العالم - لم تبدأ من مطار رامون، بل هي محاولات قديمة جديدة ولطالما اعرب الاردن عن رفضه واستنكاره، بل وقدم اعتراضات رسمية للسلطات الدولية بسبب انشاء مطار جديد، ويقع على مقربة من الحدود الأردنية خصوصا وان موقع المطار لا يتوافق مع المعايير الدولية - بحسب وزير سابق -.
 
«مركز الدستور للدراسات الاقتصادية» وفي ورقة موقف سريعة اكد من خلالها اولا على ان العلاقات الاردنية الفلسطينية لن تقطع جسورها اي مطارات او قرارات، وثانيا بالدعوة لضرورة المضي قدما بتسريع اجراءات تحسين وتيسير وتوسعة معبر جسر الملك حسين - وهذا ما اكد عليه رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة يوم امس خلال تدشينه ونظيره الفلسطيني الدكتور محمَّد اشتيَّة في منطقة الرامة بالاغوار محطَّة تحويل كهرباء الرَّامة لمضاعفة تزويد الأشقَّاء الفلسطينيين بالطَّاقة الكهربائيَّة من 40 ميجاواط الى 80 ميجاواط .
 
رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة بحث بالامس مع نظيره الفلسطيني آفاق التعاون المشترك في مجالات متعددة بما فيها التيسيرالممكن على الاشقاء في الضفة الغربية عند حركة المرور عبر جسر الملك حسين.
 
واطلع رئيس الوزراء نظيره الفلسطيني على الخطط والاجراءات التي تتخذها الحكومة الاردنية لتطوير وتوسعة معبر جسر الملك حسين، قائلا ان «أمامنا اليوم مجموعة من العروض الأولية من قبل عدد من الائتلافات التي تسعى الى تطوير المعبر».
وأعرب عن الأمل بإنجاز هذه التوسعة التي تؤسس لفصل مسار الركاب عن مسار الشحن بحلول عام 2025 لغايات التسهيل على الأشقاء وتعزيز التبادل التجاري للبضائع بالاتجاهين.
 
في المقابل ثمّن رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتورمحمد اشتية الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الأردنية لتسهيل سفر المواطنين الفلسطينيين عبر جسر الملك حسين وتمديد ساعات العمل على الجسر بما يوفر راحة التنقل بين فلسطين والأردن وإنشاء المشاريع لتحديث وتطوير البنية التحتية على نهر الأردن وإنشاء معابر جديدة للبضائع والمسافرين.
 
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني، «لا مطار رامون ولا أي مطار غيره سيكون بديلا عن عمقنا مع الأردن في المواصلات والتنقل، وإذا أراد الاحتلال التسهيل على حياة الناس فليفتح لنا مطار القدس الموجود والقائم».
 
وشدد على أن المشاريع التي من شأنها الإضرار بالمصالح الأردنية الفلسطينية المشتركة لن تجد لها شريكا فلسطينيا لا رسميا ولا شعبيا وسنواجه هذه القضايا من منطلق حرصنا على تعزيز العلاقة والمصالح بين أهلنا على جانبي نهر الاردن، مؤكدا أن الإعاقة في الحركة والتجارة هي من الطرف الآخر بحجج متعددة.
 
واكد ان لا احد يضر بالعلاقة والمصلحة الأردنية الفلسطينية ونعمل سويا على توفير روح الشراكة والعمل، لافتا الى أن اكثر من 5ر2 مليون فلسطيني عبروا جسر الملك حسين قبل فترة جائحة كورونا « وهذا دليل على حجم التواصل الأخوي بين البلدين».
 
ورقة «مركز الدستور للدراسات الاقتصادية «، اظهرت ان الحكومة الاردنية وضعت على برنامج اولويات عملها الاقتصادي للاعوام (2021- 2023) وفي محور تحسين بيئة الاستثمار وممارسة الاعمال، وبما يتعلق بتفعيل المشاريع الكبرى والعمل مع القطاع الخاص (مشروع مباني وساحات الشحن والركاب للمعبر الحدودي جسر الملك حسين) - وهو ما اشار اليه رئيس الوزراء د. بشر الخصاونة يوم امس .
 
ورقة «مركز الدستور للدراسات الاقتصادية « استطلعت آراء مسؤولين سابقين ومعنيين حول الآثار السلبية المتوقعة لمطار رامون الاسرائيلي على الاقتصاد الاردني.. فكانت المحصلة هذه الآراء :
 
 
المهندس انمار الخصاونة - وزير النقل الاسبق
وزير النقل الاسبق المهندس انمار الخصاونة قال ان الاردن قدم خلال الأعوام السابقة اعتراضات رسمية للسلطات الدولية وذلك بسبب انشاء مطار جديد، ويقع على مقربة من الحدود الأردنية خصوصا وان موقع المطار لا يتوافق مع المعايير الدولية.
 
واضاف الخصاونة ان تشغيل المطار امام المسافرين الفلسطينيين سيؤثر على حركة الطيران المحلية وعلى واقع شركات الطيران العاملة في مطار الملكة علياء وسيكبدها خسائر اضافية في ظل تراجع حركة السفر عبر المعبر الاردني الفلسطيني.
 
ولفت ان تاثير المطار لن يقتصر على شركات الطيران فقط بل سيمتد ليشمل الشركات العاملة والمشغلة للمطار .
 
وقال ان ذلك سينعكس سلبا على واقع الاقتصاد الاردني وعلى مقدار الدخل المالي الذي يوفره النشاط السياحي والذي يأتي من قبل المسافرين الفلسطينيين عبر الأراضي الأردنية.
 
امجد المسلماني - نائب سابق :
النائب السابق والمستثمر في السياحة والطيران امجد المسلماني اكد على ضرورة تسهيل اجراءات السفر للقادمين عبر معبر جسر الملك حسين من الاراضي الفلسطينية، وخاصة ان هنالك تعقيدات كبيرة يضعها الاحتلال بهدف تمكين مطار رامون بعد ان تم تشغيله مؤخرا.
 
ودعا المسلماني الى ضرورة تخفيض كلف السفر والتي تشكل عبئا ماليا على المسافرين الفلسطينيين والتي تصل إلى ثلاث اضعاف السفر عبر مطارالاحتلال إضافة الى ضرورة تحسين مستوى الخدمات المقدمة.
 
واضاف المسلماني أن الأشقاء في فلسطين المحتلة يستخدمون معبر جسر الملك حسين منذ عدة سنوات مضت وان حركة العبور تسير بشكل طبيعي باستثناء بعض الاوقات التي يتعمد فيها الاحتلال فرض تعقيدات تبطىء اجراءات السفر في المعبر.
 
واكد المسلماني ان التعقيدات التي يضعها الاحتلال هدفها استثمار مطاره وجعله الوجهة الأولى للمسافرين، وان يكون بديلا للمعبر، مشيرا ان ذلك يتطلب منا تقليل الكلف المالية والوقت للتخفيف عن أهلنا في فلسطين وخاصة ان الاردن يستقبل سنويا حوالي 300 الف ويسافر منهم مالا يقل عن 70 ٪ عبر المطارات الاردنية مما سيؤدي الى خسائر تتكبدها شركات الطيران الاردنية والشركات العامله في مطار الملكه علياء.
 
داليا قدورة
مسؤولة الاعلام في خطوط طيران فلاي جوردن :
 
قالت مسؤولة الاعلام في خطوط طيران فلاي جوردن داليا قدورة ان افتتاح مطار رامون يعود للفشل الاقتصادي للمطار،وما تكبده من خسائر منذ تشغيله مما دفع سلطات الاحتلال باتجاه محاولة استغلال المسافرين الفلسطينيين وتوجيههم للسفرعبر المطار.
 
واضافت قدورة أن الترويج للمطار يأتي في سياق مراوغة إسرائيلية لإظهار دولة الاحتلال أمام العالم بصورة حسنة، وبأنها تقدم تسهيلات للفلسطينيين وهذه خطوة في غاية الخطورة وسيكون لها انعكاس مباشر على الأشقاء الفلسطينين والتواصل معهم من خلال حركة التنقل والسفر بين المناطق المحتلة والأردن، كما وستترك هذه الخطوة تأثيراً مباشراً على الاقتصاد الوطني بضرب نشاط أهم المرافق التي يستخدمها المسافرون بين الأردن وفلسطين المحتلة ومنها الى دول العالم عبر مطار الملكة علياء الدولي.
 
واضافت قدورة : يدخل الى الاردن سنويا حوالي 300 الف مسافر من معبر جسر الملك حسين منهم 70 ٪ يسافرون عبر المطارات الاردنية.
 
ولفتت ان من ضمن الـ 70 ٪ ممن يسافرون عبر المطارات الأردنية فان اكثر من النصف منهم يسافرون من خلال شركات الطيران الوطنية والباقي من خلال الشركات اخرى.
 
وبينت ان تراجع حركة السفر عبر الاردن سيسبب عجزا لخزينة الدولة وتاثيرا سلبيا على واقع الاقتصاد الوطني، وذلك بسبب خسارة اعداد كبيرة من المسافرين في حال بقيت الاوضاع الحالية.
 
واشارت : على سبيل المثال اننا في شركة فلاي جوردن نرى انه وللحد من فرص الاحتلال باستغلال المسافرين، فانه لا بد من تخفيف الاجراءات وبشكل عاجل ومطالبنا ومطالب جميع شركات الطيران الاردنية هي تخفيف الكلفة على المسافرين الفلسطينيين، بالاضافة الى تحسين الخدمات والعمل على فتح المعبر على مدار الساعة.
 
وستكون تبعات السفر عبر مطار رامون متمثلة بخسارة مئة دينار من خزينة الدولة الاردنية بطريقة مباشرة فضلا عن خسارة تتكبدها شركات الطيران عن كل مسافر تبدأ من مئتي دينار حسب كل وجهة.
 
 
خالد الحجاوي
عضو مجلس إدارة جمعية المكاتب والشركات السياحية
قال عضو مجلس إدارة جمعية المكاتب والشركات السياحية خالد الحجاوي أن الجمعية تتابع عن كثب تداعيات فتح مطار رامون جنوب فلسطين المحتلة أمام المسافرين الفلسطينيين من مناطق الضفة الغربية لأول مرة بدون الحاجة للسفر عبر الأردن، حيث ذكر أن اجتماعاً سيعقد اليوم (أمس) للتباحث بشأن هذا الموضوع.
 
وأكد حجاوي على ضرورة اتخاذ اجراءات تنظيمية عاجلة للحد من تداعيات هذا القرار والتي تشمل تحسين جودة الخدمات المقدمة في جسر الملك حسين، حتى تكون تلك الخدمات منافسة لما سيتم تقديمه من خدمات في مطار رامون.
 
 ونوه إلى ضرورة تقديم خدمات متكاملة و الإيعاز للقطاع الخاص لتطوير أنظمة التعامل مع الأمتعة وجعل جسر الملك حسين محطة ركاب حديثة ومجهزة،وتخفيض الكلف وتسهيل المرور والتعامل مع المسافرين ضمن أعلى درجات المهنية.
 
حسام عايش - خبير اقتصادي
من جانبه، قال الخبير الاقتصادي حسام عايش أن فتح مطار رامون لعبور المسافرين الفلسطينيين سيؤثر بشكل مباشر على القطاع السياحي والنقل في المملكة، حيث سصبح هذا المطار في حال المضي قدما باستخدامه بوابة عبور المسافرين الفلسطينيين إلى العالم مما سيؤثر سلباً بالطبع على ايرادات مطار الملكة علياء الدولي وجسر الملك حسين وفي حال تصاعدت الحركة مستقبلا سيكون هنالك تزايد في الخسائر اذا لم يتم اتخاذ اجراءات عاجلة بهذا الخصوص، حيث ينفق المسافرون على الاقامة والطعام والشراب وهذه التكاليف في حال زيادة الوجهات الدولية ستكبد الاقتصاد الوطني خسائر قد تزيد على 100 مليون دولار بحسب التقديرات.
 
ونوه عايش الى ضرورة اتخاذ اجراءات فورية عاجلة للارتقاء بالخدمات المقدمة في جسر الملك حسين من ناحية الكلفة والتخفيف من الازدحامات و الايعاز للجهات المسؤولة لإيجاد حلول لمشاكل» الجسر» المزمنة، سواء ما تعلّق منها بالبنية التحتية والخدماتية أو الإجراءات الصعبة، وتحديداً في مواسم الاكتظاظ في فصل الصيف.
 
وفي ذات السياق، ذكر عايش أن اسرائيل تحاول وبحسب ما تقتضيه مصلحتها استثمار مطار رامون من خلال تخصيصه لسفر المواطنين الفلسطينيين خاصة بعد أن أنفقت ما يقارب الـ 600 مليون دولار لانشائه.
 
وجدي مخامرة - خبير اقتصادي
وقال الخبير الاقتصادي وجدي مخامره أن الخسائر التي سيتكبدها الاقتصاد الوطني ستظهر بشكل جلي على المديين القصير والمتوسط من خلال انخفاض أعداد المسافرين عبر جسر الملك حسين ومطار الملكة علياء الدولي، حيث ينفق المواطنون الفلسطينيون على الجسر أجور نقل للمطار وطعام وضرائب وملايين الدولارات في التسوق وشراء الهدايا مما يعني أن الخسارة ستكون كبيرة في حال اعتبار مطار رامون البديل الأقل تكلفة والأسهل للعبور إلى العواصم الأخرى مستقبلا.
 
 ولفت إلى أن الحل حاليا يكمن في التباحث الفوري للتصدي لكافة مشاكل العبور عبر جسر الملك حسين من ناحية التكلفة وكافة الأمور اللوجستية الأخرى.
 
مركز الدستور للدراسات الاقتصادية - عوني الداوود - هلا أبو حجلة - أنس الخصاونة