مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم في الأردن

صنارة نيوز - 2015-03-12 08:21:01

خلال ورشة عمل نظمتها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم في الأردن

طلبة الجامعات الأردنية في حوار مع خبراء ومتخصصون حولواقع التعليم العالي والبحث العلمي في الأردن ودوره في بناء مجتمع قائم على المعرفة

  • الدكتور اخليف الطراونة: هناك زيادة في الطلب على التعليم العالي يقابله انخفاض في جودة التعليم وضعف مخرجاته
  • ·       الدكتور رضا الخوالدة: من الضروري تثقيف الأبناء حول أهمية التعليم والبحث العلمي بدءاً من المنزل أولاً
  • الدكتور عمر الجراح: ازدهار الدول يعتمد على امتلاكها للمعرفة والاقتصاد المعرفي

الصنارة نيوز

 في إطار الاستعداد والتحضير لجلسات الدورة الثانية لمؤتمر المعرفة الأول 2015، المؤتمرالأولمننوعهفيالمنطقةوالمختصبشؤوننشر وإنتاجونقلوتوطينالمعرفة، نظمت مؤسسة محمد بن راشد أل مكتوم، الرائدة في مجال بناء القدرات والطاقات الإيجابية للشباب لتطوير مجتمعات قائمة على المعرفة، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ورشة عمل في العاصمة الأردنية عمَان، اجتمع خلالها ما يقارب الـ 100 من طلبة وطالبات الجامعات الأردنية في حوار ونقاش أكاديمي مع مجموعة من الخبراء والمتخصصين حول حال قطاع التعليم العالي والبحث العلمي في الأردن ووالفرص والتحديات التي يواجهها القطاع كأحد ركائز بناء مجتمعات قائمة على المعرفة.

 

وشملت الورشة حلقتين نقاشيتين، الأولى تناولت مخرجات "تقرير المعرفة العربي الثالث" وإبراز أهم النتائج  الخاصة بالأردن. أما الثانية فقد ناقشتدور التعليم العالي والبحث العلمي في بناء مجتمعات قائمة على المعرفة. وشارك في هذه الجلسة التي حضرها سعادة جمال بن حويرب، العضو المنتدب لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، كل من رئيس الجامعة الأردنية، الأستاذ الدكتور اخليف الطراونة، ورئيس جامعة عمّان العربية، الأستاذ الدكتور عمر الجراح، ورئيس جامعة مؤتة، الأستاذ الدكتور رضا الخوالدة، والطالب ليث العتوم المتحدث بإسم الشباب. إلى جانب من طلبة الجامعات الأردنية وخبراء ومختصين في التعليم وبناء مجتمعات المعرفة. وأدار الندوة النقاشية  مدير عام صندوق دعم البحث العلمي، الأستاذ الدكتور عبدالله الزعبي.

 

وبدأت الجلسة النقاشية باستطلاع نتائج الاستبيان الذي أجرته المؤسسة مع طلبة الجامعات حول التحديات التي تواجه قطاع التعليم العالي ومدى ارتباط المساقات والمناهج التعليمية الجامعية باحتياجات سوق العمل وواقع مراكز البحث العلمي في الجامعات وسبل تطويرها، وغيرها من المواضيع التي حرصت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم من خلالها على التعرف على آراء ووجهات نظر الطلاب بشكل مباشر والأخذ بها كتوصيات يتم مناقشتها من قبل الخبراء والمختصين خلال الدورة القادمة لمؤتمر المعرفة الأول 2015.

 

وسلطت حلقة النقاش الضوء على حيثيات استخدام تكنولوجيا المعلومات في قطاع التعليم العالي. ومدى كفاية الإمكانيات المادية والبشرية المتوفرة في الجامعات الأردنية ، كنموذج للجامعات العربي،  لتعميم استخدام تكنولوجيات المعلومات في التعليم العالي والبحث العلمي، ومسألة اعتماد نظم التعليم الإلكتروني كمكمّل لمنهجية التعليم التقليدي. وتناولت الجلسة الاستراتيجيات المناسبة لتعزيز قيم الابتكار في التعليم العالي والبحث العلمي.

 

وأكد سعادة جمال بن حويرب، العضو المنتدب لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم على أهمية ورشة العمل والندوة النقاشية التي نظمتها المؤسسة في عمًان، والتي فتحت المجال لطرح نقاش فعًال وحيوي حول دور مؤسسات التعليم العالي في بناء مجتمعات قائمة على المعرفة. كما أتاحتالورشة الفرصة للمختصينللإطلاع على واقع قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، وأهم التحديات التي تواجه فئة الشباب للمشاركة الحقيقية في انتاج ونقل وتوطين المعرفة بناء على مخرجات "تقرير المعرفة العربي الثالث"، الذي أطلقته المؤسسة بالشراكة مع المكتب الإقليمي للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي خلال مؤتمر المعرفة الأول في ديسمبر/كانون الأول 2014.

 

وتحدث الأستاذ الدكتور اخليف الطراونة خلال مشاركته بالندوة عن واقع التعليم العالي في الأردن والذي ينسحب على معظم الدول العربية، مؤكداً أن هناك زيادة في الطلب على التعليم العالي، يقابله انخفاض في جودة التعليم وضعف مخرجاته، وذلك ناجم عن اعتماد منهجية التلقين في الجامعات، وعدم تشجيع الإبداع والابتكار، الأمر الذي يحول الطالب إلى متلقي دون أي تفاعل أو إيجابية من جانبه. كما أشار  إلى القصور سياسات البحث العلمي، حيث يتركز الاهتمام في العالم العربي بتخريج معلمين أكثر من تخريج مفكرين وباحثين، ولا تلعب الجامعات دورها الأساسي كمنصة لتزاوج الأفكار، بل تركز على الكمّ على حساب الجودة والنوعية، ودون توفير الأدوات والإمكانيات اللازمة لاستيعاب هذه الأعداد من الطلبة. وأكد الطراونه على أهمية العمل على استقطاب الباحثين، وتوفير حاضنات للبحث العلمي، إلى جانب العمل على تطوير الشراكة مع القطاع الخاص لتطوير مناهج التعليم لمواجهة كل تلك التحديات.

 

بدوره أشار الأستاذ الدكتور رضا الخوالدة، أن المقارنة بين الأردن والدول العربية عمومًا والدول الغربية في مجال البحث العلمي غير منصفة. خاصة أن هناك جامعات تتمتع ببنية تحتية جيدة جدًا، لكن الزيادة الكبيرة في أعداد الطلاب قللت من فاعلية هذه البنية التحتية، وطغى التوجه لزيادة أعداد الطلبة على حساب البحث العلمي، كما أن هناك مراكز بحث علمي في الأردن غير أن الباحثين لا يحظون بأي معاملة مميزة ومحفزة. ومعظم المدارس في المملكة الأردنية لا تتطرق إلى البحث العلمي وتطبيقه ولا تعتمد أسلوب تدريس إبداعي، كما أن المراكز البحثية في الأردن غير مرتبطة بالجامعات، ما يجعل من الأبحاث مبادرات فردية. ووجه الخوالدة بضرورة تثقيف الأبناء حول أهمية التعليم والبحث العلمي بدءاً من المنزل اولاً، وبوقت مبكر، مع أهمية إعادة صياغة الأنظمة والتشريعات لدعم الأبحاث بصورة مستمرة، ودعم طلبة الدكتوراه من خلال ابتعاثهم للجامعات الأجنبية لتوسعة معارفهم وتطوير مهاراتهم وخبراتهم، وتعزيز سبل وأطر التعاون بين أساتذة الجامعات والباحثين العرب للتعاون فيما بينهم، للارتقاء بواقع البحث العلمي.

 

ومن جهته أفاد الأستاذ الدكتور عمر الجراح أن ازدهار الدول يعتمد على امتلاكها للمعرفة والاقتصاد المعرفي المقصود به إنتاج وتوظيف المعرفة بصورة صحيحة، حيث فشلت الجامعات في العالم العربي في نقل المعرفة لأنها تعتمد على التلقين، ولا تنمي مهارات البحث والاستقصاء والإبداع، ما أدى إلى اتساع الفجوة بين مخرجات التعليم واحتياجات السوق. كما نتج عن ارتفاع نسبة انتشار الإنترنت والهواتف الذكية في الأردن تحول الناس إلى مواطنين رقميين. غير أن هذا التطور لم تواكبه الجامعات فيما يتعلق بالعملية التعليمية إلى جانب ضعف البنية التحتية المعلوماتية في الأردن. منوهاً إلى وجود ضعف في الدعم الإداري الجامعي لتطوير العملية التعليمية وعملية اتخاذ القرارات المبنية على أسس وبيانات محدثة ودقيقة وصحيحة، كما أن القوانين والتعليمات المحلية لا تدعم التعليم العالي، بل تشكل عائقاً أمام انتشاره ونموّه والاستفادة منه.

 

وطرح الطالب ليث العتوم، متطلبات الشباب للانخراط الفعلي في عملية انتاج ونقل وتوطين المعرفة، حيث أفاد أن قطاع الشباب  بحاجة لنقل المعرفة وتوظيفها وإعادة بناء المعرفة للانتقال من الاستهلاك إلى الإنتاج. مشيراً إلى ان الموازنات المخصصة لدعم البحث العلمي قليلة، كما أن الانسجام بين مخرجات التعليم العالي ومتطلبات سوق العمل قليل.ولايوجد ثقة من جانب مؤسسات التعليم العالي بخريجيها، فهي تمنح الأولوية لخريجي الجامعات الأجنبية، فكيف يمكن مطالبة الطلبة بالثقة بمؤسساتهم التعليمية ومناهجها. مؤكداً على أهمية توفير تعليم تقني يكتسب الطالب منه مهارات فعالة ومفيدة ومطلوبة.

 

وفي نهاية حلقة النقاش، تم فتح باب الحوار  بين المتحدثين الرسميين والطلبة المشاركين، حيث تم الاتفاق على عدة نقاط وتوصيات مهمة أبرزها، أهمية تحقيق توازن بين اللغة العربية واللغات العالمية من قبل المنظمات التربوية ، وإيلاء نفس القدر من الأهمية الممنوحة للغة الإنجليزية للغة العربية، وصياغة وفرض تشريعات تلزم استخدام اللغة العربية في جميع المجالات والتعاملات، وعلى كافة المستويات الوطنية. إلى جانب تعزيز التواصل بين الشباب، وتوفير قاعدة راسخة لتبادل المعرفة والمبادرات بين الشباب.باللإضافة إلىضرورة إثراء المحتوى العربي البحثي على الإنترنت، لما يتمتع به من أهمية وإقبال كبيرين. ولإنجاح المبادرات الشبابية يجب تزويد الشباب بالمهارات الأساسية، التي يعاني ضعفًا في التمكن منها، مع ضرورة توفي بيئة حاضنة للمعرفة. كما يجب القضاء على النظرة الدونية للتعليم الخاص بالمقارنة مع التعليم الحكومي. مع تعزيز الارتباط بالتراث الوطني والتاريخ والهوية، ورفع الوعي بمنجزات الأجيال السابقة للبناء عليها وإكمال مسيرتها، وتعزيز الفخر بالهوية العربية والوطنية المحلية.

 

يذكر أن حلقة النقاش التي نظمتها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، تعتبر أولى ورش العمل وحلقات النقاش الخمس التي تخطط المؤسسة لتنظيمها في 5 مدن عربية وعالمية وذلك بالتعاون معبرنامجالأممالمتحدةالإنمائي.

الشباب.jpg