محاكمة مواطن وزوجته عذبا أطفالهما بالتبني وقتلا احدهم.. تفاصيل فظيعة

صنارة نيوز - 28/03/2024 - 9:41 am

الصنارة نيوز-‏
أيدت محكمة التمييز حكما وضع متهما أردنيا وزوجته أمريكية الجنسية، بالأشغال المؤبدة بعد تجريمهما من محكمة الجنايات الكبرى ‏لتعذيبهما طفل تبنياه يبلغ من العمر 7 سنوات، وتركه في ماء ساخن بحوض الاستحمام حتى فارق الحياة، إلى جانب تعذيب وضرب أشقائه ‏الثلاث‎.‎

وكانت محكمة الجنايات الكبرى في شباط/فبراير عام 2023 قد جرمت المتهمين بجناية القتل المقترن بتعذيب المقتول بشراسة قبل قتله، ‏وحكمت عليهما بالأشغال المؤبدة عليهما، وجناية الشروع بالقتل القصد للأطفال الثلاثة الآخرين وحُكم عليهما بالسجن المؤقت لمدة 12 ‏سنة، ونفذت المحكمة العقوبة الأشد وهي المؤبد‎.‎


ووفقا للقرار الذي اطلعت عليه "رؤيا"، فإن المتهم وزوجته أمريكية الجنسية، متزوجان منذ عام 2009، وفي عام 2018 ومن خلال ‏السلطات المختصة في دولة كولومبيا قاما بتبني أربعة أطفال، وتمت نسبتهم إليهما في السجلات الرسمية وأقاموا جميعاً جنوب العاصمة ‏عمان‎.‎

وبيّن القرار أنه منذ بداية عام 2020 ساءت العلاقة بين الزوجين، وبدأت المشاكل بينهما الأمر الذي انعكس على الأطفال، فصاروا يتلقون ‏معاملة مهينة ولا إنسانية من كلا المتهمين، شملت وضعهم في حمامات المنزل لفترات طويلة، والضرب باليد والعصا الخشبية، والحزام ‏واستخدام صب المياه كعقوبة؛ وتناوب المتهمان على فعل ذلك على نحو يبدو ممنهجاً وألحق الأذى والضرر الجسدي بالأطفال الأربعة‎.‎

وأفاد القرار، بأن أعمال التعنيف التي ألحقها المتهمان بالمغدور وأشقائه استمرت، وتفننهما في إيقاعها حتى بلغت ذروتها يوم في ‏حزيران/يونيو 2021، عندما استيقظت المتهمة من نومها بحدود الساعة العاشرة صباحاً وبعدها بساعة واحدة وبعلة (عدم مشاركتها ‏الشعور من قبل المغدور)، وأنه يتجاهلها ولا يرد عليها ويلتزم الصمت‎.‎

وأشار القرار إلى أن المتهمة أدخلت المغدور إلى حمام غرفة النوم وحبسته فيه، ومساء تواصلت مع المتهم الذي سألها فيما إذا كانت تريد ‏إطعام الأطفال فقررت حرمان الطفلين من الطعام، وأخبرته أنها ستوبخ الطفل المغدور ثم تسمح بإعطائه الطعام، وطلبت منه عقابه ‏بعدها، فرد عليها بأنه قام بإيقاع العقاب بالطفلة المجني عليها إلى الحد الذي شعر معها بالتعب، وأنه يحتاج إلى استراحة قبل تكرار ذلك مع ‏أحد المغدورين، فردت عليه بأنها ستوبخ المغدور إلى الحد الذي يجعله يصرخ، فطلب منها إعلامه عندما تكون جاهزة لذلك‎.‎

كما أشار القرار إلى أنه ولدى عودة  المتهم إلى المنزل قابل المتهمة واتفقا على إيقاع العقاب بالطفل المغدور باستخدام المياه الساخنة، ‏وتنفيذاً لذلك دخل المتهمان الحمام الذي يتواجد به الطفل وقاما بالاعتداء عليه بالضرب، ثم بصب الماء الساخن على جسده الضئيل قصداً ‏كعقاب، ثم تركاه في الحمام عارياً من الملابس فيما عدا حفاظة أطفال كان يرتديها، وجلسا يتابعان التلفاز غير مبالين ولا مكترثين بصراخ ‏الطفل واستنجاده ،إذ بقي على هذه الحال حتى ظهر اليوم التالي‎.‎
وبحسب القرار فقد ترك الطفل المغدور بالحمام لمدة يوم كامل، حيث وصل الطفل إلى مرحلة من المعاناة، لم يستطع معها الصراخ ‏وظهرت عليه علامات تعرضه للحريق، وخوفاً من انكشاف أمرهما حاول المتهمان علاج الطفل في المنزل باستخدام مستحضرات طبية ‏تم إحضارها لهذه الغاية، محاولين إخفاء آثار الحروق، واستمرا في ذلك حتى ساعة المساء، حيث فقد المغدور وعيه‎.‎

ولفت القرار إلى طلب المتهمان الدفاع المدني،وتم نقل الطفل إلى المستشفى ووصل إليها فاقداً جميع علاماته الحيوية، وأجري له إنعاش ‏قلبي ورئوي لم يفلح وأعلنت وفاتهً‎.‎

وتبين بنتيجة تشريح المغدور أنه في حياته كان يعاني من هزال عام وفقدان في النسيج الدهني تحت الجلد وفقدان في الكتلة العضلية ‏وطوله أقل من الطبيعي وحالة نظافته العامة غير جيدة وأن الجثة وجدت مصابة بحروق سلقية من الدرجة الثانية غطت معظم الجسم بدءاً ‏من العنق والصدر والبطن والأطراف العلوية والسفلية‎.‎

كما شكلت ما مساحته 50% من مساحة سطح الجسم كما تبين وجود كدمات متعددة في مختلف أنحاء الجسم وكدمات انطباعية على الجبهة ‏والأنف والأطراف العلوية والسفلية ناجمة عن الارتطام بجسم صلب راض أو أجسام صلبة راضة بأشكال مختلفة تعددت الأداة الراضة ‏المحدثة لها، ووصفت بأنها حديثة قدر عمرها بـ24 ساعة حتى أسبوع‎.‎

كما تبين وجود كدمات واسعة في المنطقة الجبهية والجدارية الوسطى والمنطقة القفوية في الرأس وعضلات الصدر والبطن والرئتين، ‏وعلل سبب الوفاة بالحروق السلقية ومضاعفاتها وتبين أن الكدمات والإصابات التي وجدت في الجثة –ما عدا الحروق السلقية- وفي ضوء ‏الحالة العامة للجثة المتمثلة بالهزال العام وفقدان الكتلة العضلية والنسيج الدهني تحت الجلد من شأنها أن تؤدي إلى الوفاة وفق التقارير ‏المنظمة‎.‎

وتم عرض الأطفال المجني عليهم أشقاء المغدور على الطب الشرعي، حيث تمت معاينتهم، إذ تبين أن الطفلة المجني عليها من 8 سنوات ‏وشقيقيها 4 سنوات و11 سنة؛ وجود آثار ضرب وعنف وشدة على أجسادهم وكدمات ورضوض وندب وغيرها من الإصابات‎.‎

وقالت محكمة التمييز في قرارها إن "العقوبة المفروضة على المتهمين جاءت ضمن الحد القانوني لمثل الجرائم التي أدينوا وجرموا بها ‏وحيث جاء القرار محمولاً على علله وأسبابه الموجبة، وخالياً من عيب مخالفة القانون، وبما يفي بأغراض المادة (237) من قانون ‏أصول المحاكمات الجزائية الأمر الذي يتعين معه رد هذه الأسباب".‏
رؤيا