الصفدي: لا يمكن السماح لإسرائيل باقتحام رفح

صنارة نيوز - 18/04/2024 - 11:53 pm

طالب نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، المجتمع الدولي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وقبولها عضواً كاملاً في الأمم المتحدة.

 

وحذر الصفدي، في كلمة ألقاها في الجلسة المفتوحة لمجلس الأمن حول الأوضاع في الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية اليوم، من أن خطر التصعيد وتوسع الحرب على غزة يتزايد مع كل لحظة يستمر فيها العدوان على غزة، ويتعمق فيها القهر، ويتكرس فيها الاحتلال في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، وتغيب فيها آفاق الحل السياسي أكثر. 

وشدد الصفدي على أن الأردن لن يسمح لأي كان، أن يجعل الأردن ساحة للصراع وسنحمي أمننا وأمن مواطنينا، وسنتصدى، بكل قدراتنا وإمكاناتنا، لأي محاولة لخرق أجوائنا وتعريض أمن مواطنينا للخطر، سواء من قبل إسرائيل، أو من قبل إيران، أو من قبل أي  كان.

وقال الصفدي إن المملكة ستبقى تقف مع الشعب الفلسطيني الشقيق، صوتاً للحق الفلسطيني، وقوة من أجل السلام العادل، الذي يشكل تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على التراب الوطني الفلسطيني لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، سبيله الوحيد.

وفي ما يلي نص الكلمة: 
"بسم الله الرحمن الرحيم، معالي الأخ الرئيس،
الزملاء الأعزاء، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
دمرت إسرائيل غزة. شردت ثلثي أهلها. أحالت مدارسها ركاماً، بيوتها خراباً، حواريها أطلالاً. عرّى عدوانها همجية عقلية عنصرية إنتقامية، لا تكترث بقيمة إنسانية، ولا تحترم قانوناً دولياً، تغذيها الكراهية، ويتيح جرائمها عجز دولي، وانتقائية في تطبيق المواثيق الدولية.
قتلت إسرائيل ما يقرب من أربعة وثلاثين ألف فلسطيني، ثلاثة عشر ألف طفلٍ، ومثلهم من الأمهات العزل، بعضهن برصاصتها، وأخريات بحصارها، الذي وظف الجوع سلاحاً، والتعذيب انتقاماً.
هي جولة للباطل، لم يشهد العالم مثيلاً لغطرستها ولاإنسانيتها في التاريخ الحديث.
دمرت إسرائيل غزة. لكنها لم تكسر إرادة شعبها في الحياة. لم تقتل أمل أطفالها في الحرية.
إرادة رأيناها في وجه كهل غزي يتحدى القهر، ويصر أنه لن يترك أرض أبائه وأجداده. ففيها ولد، وعليها يموت. أمل رأيناه في ابتسامات أطفال غزيين، حرمتهم إسرائيل طفولتهم، لكنها عجزت عن سرقة أحلامهم في وطن فلسطيني حر.
هجّرت إسرائيل الطفل الغزي محمد خليل أبو شرار من مخيم النصيرات إلى رفح. هناك يسري محمد كل صباح لجلب الماء والخبز إن وجدا لعائلته. حرمته إسرائيل من مدرسته. لكنه يحضر يومياً درسا في خيمة لجوء، رفقة أقران له يصرون أن يتعلموا. يقول محمد إنه لا يريد الحرب. يريد مستقبلاً، يريد الحياة ويريد الكرامة. 
الوطن الحر هو حق للشعب الفلسطيني لن يموت، لأن وراءه شعب كامل يطلبه. لن يقتله قهر الاحتلال، أو حروبه، أو استيطانه، أو إرهاب مستوطنيه، أو محاولات تغيير الوضع التاريخيّ والقانوني في المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس ومحاصرة حرية العبادة. ولن يتحقق السلام والاستقرار والأمن ما لم يتجسد حلم أطفال فلسطين حق أطفال فلسطين في دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على التراب الوطني الفلسطيني. هذا هو الحق الفلسطيني، وهذه هي الحقيقة التي يجب أن يدركها كل من يريد الأمن والسلام لمنطقتنا.
الزملاء الأعزاء، 
الاحتلال والسلام نقيضان لا يجتمعان. لا سلام ما بقي الاحتلال. ولا أمن ما ظل الظلم الإسرائيلي ينكر إنسانية الشعب الفلسطيني، وحقه في الحياة والحرية والكرامة والأمن والدولة.
اعترفوا بالدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران للعام 1967 وعاصمتها القدس المحتلة.
اقبلوا دولة فلسطين عضواً كاملاً في الأمم المتحدة.
افعلوا ذلك نصرة للحق، انتصاراً للسلام، رفضاً للظلم، وصرخةً في وجه الباطل.
لا تتركوا مستقبل المنطقة، مستقبل الفلسطينيين والإسرائيليين وكل شعوب المنطقة، رهينة ظلامية عنصريين متطرفين في الحكومة الإسرائيلية، يدفعون المنطقة نحو دمارية الحروب، وكارثية الفوضى، ويحاصرونها في ضيق الكره والظلم والحقد.
الزملاء الكرام،
خطر التصعيد وتوسع الحرب على غزة إقليمياً يتزايد مع كل لحظة يستمر فيها العدوان، ويتعمق فيها القهر، ويتكرس فيها الاحتلال في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، وتغيب فيها آفاق الحل السياسي أكثر. ظهرت بوادر هذا التصعيد جلية منذ أيام، حين ردت إيران على قصف إسرائيل لقنصليتها في دمشق. إيران قالت إنها لن تُصّعد أكثر. يجب منع الحكومة الإسرائيلية من التصعيد أكثر أيضاً، ومن جر الغرب إلى حرب إقليمية، تدفع الانتباه بعيداً عن الكارثة في غزة، مع تزايد الضغط الدولي المطالب بإنهائها.
وقف التصعيد ضرورة إقليمية ودولية، ويجب أن يبدأ بإنهاء العدوان على غزة، وإنهاء الكارثة الإنسانية التي يستمر في مفاقمتها.
هذه هي القضية الأساس، وعليها، وعلى وقف القمع والقهر والبطش في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، وعلى إيجاد آفاق حقيقية للسلام العادل، يجب أن يظل التركيز.
الزملاء الأعزاء،
ونحن في المملكة الأردنية الهاشمية إذ نؤكد ضرورة العمل جميعاً من أجل الحؤول دون المزيد من التصعيد، لن نسمح لأي كان، لا لإسرائيل ولا لإيران، أن يجعل الأردن ساحة للصراع.
سنحمي أمننا وأمن مواطنينا، وسنتصدى، بكل قدراتنا وإمكاناتنا، لأي محاولة لخرق أجوائنا وتعريض أمن مواطنينا للخطر، سواء من قبل إسرائيل، أو من قبل إيران، أو من أيّ كان.
وستظل المملكة الأردنية الهاشمية تقف مع الشعب الفلسطيني الشقيق. ستبقى صوتاً للحق الفلسطيني، وقوة من أجل السلام العادل، الذي يشكل تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، على التراب الوطني الفلسطيني، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، سبيله الوحيد.
جولة الباطل في فلسطين طالت. جاوز ظلمها المدى. وتجاوز قهرها كل الحدود.
لن يستطيع التطرف الإسرائيلي، مهما بطَش ومهما ظلم، أن يقتل إرادة الشعب الفلسطيني في الحرية.
لن يجلب العدوان على غزة الأمن لإسرائيل، ولن يحقق السلام تكريس الاحتلال في الضفة الغربية والقدس الشرقية وتهديد هوية المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف العربية والإسلامية.
وحده السلام الذي ينهي الاحتلال، ويلبي الحقوق يضمن الأمن والسلام للفلسطينيين وللإسرائيليين.
يجب على مجلس الأمن اتخاذ قرار مُلزم بوقف النار في غزة. هذا قرار يستوجبه مسؤولية المجلس القانونية، والدمار الذي تُسببه الحرب على غزة.
ولا يمكن السماح لإسرائيل باقتحام رفح. فذاك سيعني السماح بارتكاب مجزرة جديدة ضد مليون وخمسمائة ألف فلسطيني محاصرين في المدينة. نُحذر من هذا الهجوم، ومن تداعياته. يجب على مجلس الأمن أن يُلزم إسرائيل عدم اقتحام رفح.
وندعو الجميع إلى دعم الجهود التي تقوم بها جمهورية مصر العربية، ودولة قطر والولايات المتحدة الأميركية للتوصل لصفقة تحل قضية الرهائن وتتيح وقفاً للنار.
لا شيء يبرر أيضاً عدم اتخاذ المجلس قراراً يُلزم إسرائيل فتح كل المعابر أمام المساعدات الإنسانية.
المجاعة في غزة حقيقية. ولن تُلبى احتياجات أهل غزة الإنسانية، ما لم تُفتح جميع المعابر، وتُمكّنُ منظمات الأمم المتحدة، وخصوصاً الأنروا، من العمل بحرية، واستلام المساعدات وتوزيعها.
ونحن في المملكة جاهزون لإرسال أكثر من خمسمائة شاحنة يومياً، حال أزالت إسرائيل العقبات أمام ذلك، والسماح لمنظمات الأمم المتحدة استلام المساعدات وتوزيعها.
يجب على المجتمع الدولي إطلاق تحرك دولي فاعل وفوري، يضع المنطقة على طريق تنفيذ خطة متكاملة لتنفيذ حل الدولتين، بتواقيت زمنية محددة، وبضمانات تنفيذ مُلزمة. ونحن وأشقاؤنا سنكون شركاء فاعلين في هذا الجهد. نقوم بكل ما نستطيع لإنجاحه، لكي ينتهي الصراع، وتنعم منطقتنا بالسلام والأمن، اللذين تستحق.
ومرة أخرى، نقول لكم، افرضوا هذا السلام. اعترفوا بالدولة الفلسطينية، واضمنوا الأمن والسلام والاستقرار لكل المنطقة، ولكل شعوبها.
شكراً لكم والسلام عليكم".