أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

صنارة نيوز - 30/04/2024 - 11:18 pm

تكشف حكايات الأطفال الذين ولدوا مشوّهين جراء استخدام “إسرائيل” للأسلحة المحرمة في حروبها المتكررة على قطاع غزة، عن واقع مأساوي يمتلئ بالآلام والتحديات.

ومن بين هؤلاء الضحايا الطفلة سارة الغلايني (14 عاما) التي ولدت بطرف مشوّه عقب الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2008-2009.

وعقب ولادتها، تجرعت عائلة سارة المعاناة وطرقت أبواب المستشفيات داخل غزة وخارجها، إلى أن منع الاحتلال سفرها للخارج، ما اضطر الأطباء إلى بتر قدمها اليمنى.

تقول والدة سارة: “وأنا حامل استنشقت غازات مثل غاز الفوسفور الأبيض والغازات السامة، وتفاجأت بعد الولادة بأن ابنتي بها تشوه خلقي“.

وتضيف الأم الغلايني التي نزحت مع عائلتها من مدينة غزة إلى رفح خلال الحرب الحالية، “بعد تحاليل وفحوصات اكتشفت أنه نتيجة الفوسفور والغازات التي ألقاها الاحتلال الإسرائيلي علينا“.

وتشير إلى أنها عانت لسنوات طويلة مع طفلتها بين المستشفيات في الداخل والخارج من أجل علاج طفلتها، إلا أن قيود الاحتلال ومنعها من السفر لعلاجها تسبب في بتر قدم طفلتها المشوهة في أحد مشافي مدينة غزة.

وفي خيمة عائلتها قرب الحدود بين غزة ومصر، سردت الطفلة سارة جانبا من معاناتها، قائلة: “صار عندي تشوهات وأنا شو ذنبي يصير فينا هيك، وفي كثير أطفال صار عندهم تشوهات من القنابل المحرمة اللي ألقاها الاحتلال علينا، وبعد الحرب الحالية سنكتشف تشوهات وأمراضا وكوارث كثيرة”.

وأضافت “أثناء نزوحي مع عائلتي والركض هربا من قنابل الاحتلال سقطت على الأرض وكسر الطرف الصناعي الذي كنت أعتمد عليه في حركتي، واليوم زي ما أنت شايف (ترى) اعتمد على العكازين في حركتي“.

وحصلت الطفلة الفلسطينية مثل المئات من أمثالها في غزة من مستشفى حمد للأطراف الصناعية على طرف صناعي، لكن بعد تدمير المستشفى من قبل جيش الاحتلال أصبحت مسألة تركيب طرف جديد حلم بعيد المنال.

نموذج آخر للأطفال الذين ولدوا مشوّهين، هو أمير الحناوي الذي ولد بأطراف مشوهة ويعاني من صعوبة في الكلام.

ويقيم الطفل الحناوي مع والديه وشقيقه في خيمة بمستشفى غزة الأوروبي، بعد أن هجرت عائلته قسرًا عن منزلها في مدينة غزة في بداية الحرب.

وقالت والدته أمير: إن ابنها ليس لديه أطراف بسبب الغازات الكيماوية المنبعثة من الصواريخ في الحروب السابقة التي مرت على القطاع مثل الفوسفور الأبيض المحرم دوليًّا والغازات السامّة.

ورغم عدم وجود دراسات أو أبحاث عليمة دقيقة، إلا أن الأطباء يربطون بين هذه التشوهات والمواد السامة أو الإشعاعية أو الفوسفورية التي استخدمتها قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء حروبها المتكررة على قطاع غزة.

وشنت إسرائيل سلسلة حروب على قطاع غزة خلال العقدين الماضيين، استخدمت خلالها الفوسفور الأبيض وأسلحة محرمة دوليا، خصوصا في شمال قطاع غزة.

وكان تقرير القاضي الدولي ريتشارد غولدستون، الخاص بالحرب الإسرائيلية على غزة عام 2008- 2009، كشف تورط إسرائيل في استخدام أسلحة محرمة؛ مثل قنابل الفوسفور الأبيض والقذائف المسمارية، وقنابل دايم ضد المدنيين خلال تلك الحرب التي أسفرت عن استشهاد 1444 فلسطينيًا.

وتظهر دراسة إحصائية وطبية محلية أن أكبر نسبة من حالات التشوهات الخلقية للمواليد من الأمهات الحوامل كانت في منطقة جباليا وما حولها، وهي من أكثر المناطق التي كانت عرضة للقصف الإسرائيلي المباشر لكافة أنواع الأسلحة التي من بينها الفوسفور.

ويقول استشاري التوليد وأمراض النساء بمستشفى الهلال في رفح د. أشرف محمود قشطة: “منذ بداية الحرب تأثرت النساء الحوامل بسبب النزوح من الشمال إلى الجنوب، فضلا عن إصابتهن بالإجهاض المتكرر بسبب السير لمسافات طويلة، ودخلت بعض الحوامل في ولادات مبكرة”.

ويضيف أن الصواريخ وأطنان المتفجرات التي أسقطت على غزة خلال الحروب المتكررة، أدت إلى تشوهات كثيرة، سواء في الأشخاص أو في الأجنّة في بطون أمهاتهم بسبب الغازات المنبعثة من تلك الصواريخ.

ويحذر الطبيب الفلسطيني من الآثار الكارثية على الأجيال القادمة بفعل استخدام إسرائيل لأسلحة بعينها، مثل قنابل الفوسفور الأبيض، والقذائف المسمارية، وقنابل دايم، وقنابل اليورانيوم المنضب وغير المنضب.