خروج طفل سوري من سجن صيدنايا …البراءة تهزم الاسد

صنارة نيوز - 08/12/2024 - 3:27 pm

لا أعرف وجعاً أكثر من وجع طفل ترميه الأقدار في سجن، بعيداً عن أحضان والديه، أو ربما تكون والدته رفيقة دربه في الزنازين المعتمة.
في مشهدٍ يحمل كثيراً من الأسى والفرح في آن، خرج طفلٌ من سجن صيدنايا، أحد أكثر السجون رعبًا في سوريا، بعد هلاك نظام بشار الأسد. 
هي لحظة فارقة. بل بزوغ فجر جديد، ليس فقط لعائلة الطفل، بل لكل السوريين الذين ذاقوا مرارة الظلم والاضطهاد على مدار عقود. 
على مدار سنوات حكم النظام السوري، تحوّل سجن صيدنايا إلى ركز لأقصى درجات القمع والانتهاكات، تقارير منظمات حقوق الإنسان وصفته بـ"المسلخ البشري"، حيث يُحتجز فيه الرجال والنساء وحتى الأطفال في ظروف غير إنسانية، تُنتهك فيها أبسط حقوق الإنسان. 
لكنّ خروج هذا الطفل من ذلك المكان الرهيب، بعد سنوات من الظلام، يُعيد للذاكرة قصصًا لا تُنسى عن معاناة السوريين وأحلامهم بالحرية. 
في الحقيقة، لم يكن هذا الطفل وحده ضحية غياب العدالة، بل كان جزءًا من مأساة طالت عائلات بأكملها، في صيدنايا، حُرم الأطفال من طفولتهم، عاشوا في عزلٍ عن العالم، حيث كانوا شهودًا على ما لا يُحتمل من العنف والجوع والقهر.
وأنت تشاهد الطفل يعبر بوابة السجن تسأل نفسك التالي: كيف يمكن أن يُسجن طفل ؟ وما الجُرم الذي يمكن أن يرتكبه ليُحرم من حقه في الحياة؟ . هل سرق شيبس مثلاً ؟ أم سطا على كرة ابن الجيران ؟
الطفل يوشك ان ينجو من صدنايا كما غيره، لكن الجراح غائرة في الجسد الشامي، الطفل نجى من وحشة السجن؛ ليقول لجيله وللناس بأسرها أن الطفولة تستحق النور حتى وإن ولدت في الظلام.
 

نيسان