الإمارات.. وجهة الأثرياء الجديدة: موسم الهجرة من بريطانيا إلى الخليج
صنارة نيوز - 06/04/2025 - 10:12 pm
الإمارات.. وجهة الأثرياء الجديدة: موسم الهجرة من بريطانيا إلى الخليج
تشهد بريطانيا موجة نزوح غير مسبوقة من أصحاب الثروات، حيث يغادر الآلاف من الأثرياء البلاد كل عام متوجهين إلى وجهات توفر لهم امتيازات ضريبية ونمط حياة أكثر استقراراً، وتتصدر دولة الإمارات العربية المتحدة هذه الوجهات. في عام 2024 وحده، فقدت المملكة المتحدة نحو 10,800 مليونير، وفقاً لتقرير شركة "هينلي آند بارتنرز"، وهي النسبة الأعلى على الإطلاق منذ بدء تتبع حركة الثروات في أوروبا.
السبب الرئيس لهذه الموجة هو قرار الحكومة البريطانية إلغاء نظام "غير المقيمين" (non-domiciled status) الذي كان يتيح للأجانب المقيمين في المملكة المتحدة تجنب الضرائب على دخلهم الخارجي. هذا القرار المقرر تنفيذه فعلياً في أبريل 2025، أشعل موجة رحيل واسعة النطاق، خاصة بعد إعلان نية الحكومة فرض ضرائب على الميراث بنسبة تصل إلى 40% على أصول الأجانب في الخارج، ما أثار ذعراً لدى الطبقة الثرية الدولية المقيمة في لندن.
الإمارات، وعلى رأسها دبي، كانت الوجهة المفضلة للأثرياء الهاربين من قبضة الضرائب البريطانية. من بين الأسماء البارزة التي أعلنت رسمياً أو ضمنياً انتقالها إلى دبي:
ريتشارد ديسموند، إمبراطور الإعلام البريطاني، الذي حصل على "التأشيرة الذهبية" وانتقل للإقامة الكاملة في دبي، مشيداً بسرعة تأسيس الشركات ومرونة القوانين.
كريس يوبانك جونيور، الملاكم المعروف، اشترى فيلا فاخرة على "نخلة جبل علي" بقيمة 4 ملايين جنيه إسترليني، مؤكداً أنه وجد في الإمارات البيئة المثلى لاستثمار أمواله وتنشئة عائلته.
ريو فرديناند، نجم مانشستر يونايتد السابق، وزوجته المؤثرة كيت رايت، أعلنا عن خطط جدية للانتقال إلى دبي، وسط بحثهما عن مدارس لأطفالهما واستكشاف عقارات مناسبة.
شركات مالية عملاقة مثل "مارشال وايس" و"بريفان هوارد" و"TCI" قررت فتح مكاتب تشغيل رئيسية لها في أبوظبي ودبي، لنقل جزء من أعمالها ومكاتب إدارتها من لندن إلى الخليج.
التحول لا يقتصر فقط على الأفراد، بل أصبح توجهاً استراتيجياً للشركات الكبرى التي ترى في الإمارات بيئة آمنة للثروة، خاصة مع القوانين المرنة، والتأشيرات طويلة الأمد، وانعدام الضرائب على الدخل الشخصي، وتطور البنية التحتية الاقتصادية والتقنية.
وبينما تحاول وزارة المالية البريطانية التخفيف من وقع الهجرة الجماعية للأثرياء عبر الإعلان عن خطط لتقديم إعفاءات أو تخفيضات ضريبية للأجانب، إلا أن تأثير هذه الإجراءات يظل محدوداً، في ظل ترسخ القناعة بأن بريطانيا لم تعد الملاذ الضريبي الذي اعتادت عليه لعقود.
الإمارات اليوم لا تستقبل فقط أموال الأثرياء، بل تستقطب كذلك نمط حياتهم، شركاتهم، مدارس أبنائهم، ومخططاتهم المستقبلية. ومع تصاعد هذا الاتجاه، يبدو أن الخليج، وفي مقدمته الإمارات، بات على موعد مع عقد جديد من التوازنات الاقتصادية العالمية، يُعاد فيه رسم خريطة الثروات من الغرب إلى الشرق.