ممداني يهزم كومو في نيويورك ويتوعّد باعتقال نتنياهو: “العدالة لا تتجزأ”

ممداني يهزم كومو في نيويورك ويتوعّد باعتقال نتنياهو: “العدالة لا تتجزأ”

نيويورك–الصنارة 

 في سابقة انتخابية تعبّر عن تحوّلات جذرية في المزاج السياسي الأمريكي، فاز السياسي الأمريكي الشاب زهران ممداني بترشيح الحزب الديمقراطي في الانتخابات التمهيدية لمنصب عمدة مدينة نيويورك، متفوّقًا على الحاكم السابق أندرو كومو بفارق واضح، رغم الدعم المالي والسياسي الكبير الذي حظي به الأخير من لوبيات نافذة.
وينتمي ممداني (33 عامًا)، وهو أمريكي من أصول أوغندية–هندية، إلى التيار الديمقراطي الاشتراكي، وسبق أن شغل مقعدًا في الجمعية التشريعية لولاية نيويورك، حيث تميّز بمواقفه التقدمية، ودعمه الصريح للقضية الفلسطينية.
واختار ممداني لحملته شعار "نيويورك التي يمكنك تحمّلها"، مركّزًا على قضايا جوهرية أبرزها: وقف ارتفاع الإيجارات، وتوفير نقل عام مجاني، وفرض ضرائب على الشركات الكبرى لتمويل الخدمات الأساسية، وقد حظيت حملته بتأييد واسع من الشباب وذوي الدخل المحدود، الذين وجدوا فيه صوتًا حقيقيًا لمطالبهم.
لكن اللافت في حملته، والذي جذب اهتمام الإعلام الأمريكي والدولي، كان تصريحه الصريح خلال مناظرة تلفزيونية قال فيه:
"العدالة لا يمكن أن تتحقّق في نيويورك في وقت نغض فيه الطرف عن الظلم في فلسطين"، مضيفًا أنه، في حال انتخابه، "لن يتردد في إصدار أمر باعتقال بنيامين نتنياهو ةإذا زار المدينة، على خلفية الجرائم الموثّقة في غزة."
وقد شكّل هذا التصريح تحديًا مباشرًا للمؤسسة السياسية الأمريكية التقليدية، التي تُعد داعمًا قويًا لإسرائيل، كما سلّط الضوء على حجم التحوّل في مواقف بعض القيادات الشابة داخل الحزب الديمقراطي تجاه العدالة الدولية والقانون الإنساني.
ويأتي فوز ممداني في وقت يتزايد فيه الغضب الشعبي داخل الولايات المتحدة حيال السياسات الخارجية لواشنطن، لا سيما ما يتعلّق بالصراع الفلسطيني–الإسرائيلي، في ظل الحرب المستمرة على غزة وتزايد المطالبات بوقف دعم إسرائيل.
ومع دخول ممداني رسميًا السباق نحو بلدية نيويورك، تشير استطلاعات أولية إلى أنه يتجه نحو فوز شبه مؤكد في الانتخابات العامة، الأمر الذي سيضعه في موقع سياسي فريد كأحد أبرز وجوه الجيل التقدّمي الجديد في أمريكا.