تركيا تفضل تحالفها مع اسرائيل على حماية استقرار سورية
صنارة نيوز - 18/08/2025 - 12:44 pm
الزيارة التي قام بها وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة ورئيس جهاز الاستخبارات حسين سلامة الى انقره مؤخرا افضت الى توقيع اتفاقية تعاون دفاعي مشترك بين البلدين تهدف إلى تعزيز قدرات الجيش السوري وتطوير مؤسساته وهيكليته ودعم عملية إصلاح قطاع الأمن في سوريا بشكل شامل.
الهدف السوري من وراء هذا التوقيع بالطبع، هو زيادة التقرب مع تركيا، التي دعمت قوات المعارضة على مدار 15 عاما، وساندتها لاسقاط الرئيس السوري السابق بشار الاسد ونظامه، وبالتالي تامل تركيا بدورها للاستحواذ على الجغرافيا السورية، وتوجيه القيادة الجديدة في دمشق لتنفيذ وتطبيق المصالح التركية، سيما في الملف الكردي وعملية تفكيك قوات سورية الديمقراطية (قسد).
لكن دمشق بدورها تامل من هذه الاتفاقية وقوف تركيا الدولة الاقليمية والمحورية الان الى جانبها في مواجهة الضغوطات والاستفزازات الاسرائيلية التي طالما استباحت الاراضي السورية، بل وعرقلت عمليات الجيش العسكرية ، سيما فيما يتعلق بملف السويداء، والهدف الاسرائيلي من هذا التدخل محاولة الضغط على دمشق لدفعها للتطبيع، وهو مطلب ليس في المتناول الان، والا ستواجه سورية خطر التقسيم.
ولكن، هل تركيا قادرة على حماية النظام السوري بالفعل من المخططات والهجمات الاسرائيلية؟ وهل تتخلى عن مصالحها وتقاربها الاستراتيجي ، مع الولايات المتحدة واسرائيل؟
اثبت العدوان الاسرائيلي على دمشق يوم 16 تموز والذي استهدف القصر الجمهوري ورئاسة الاركان، ودوريات عسكرية كانت في طريقها لاعادة الاستقرار في السويداء، تجاهل الاحتلال الكامل لمكانة تركيا، ونفوذها في سورية، وصلف اسرائيلي، كبير وتحديا، لفرض الرأي الاسرائيلي في المنطقة، فيما كانت انقرة عاجزة عن حماية حليفها الابرز في دمشق ، وتركته فريسة للمخطط الاسرائيلي، علما انه يتنافى مع مصالحها وتطلعاتها، ورؤيتها ، سواءا في مستقبل سورية او المنطقة.
وفق مصادر مطلعه، فان الساسة الاتراك بررو عدم تدخلهم، بالخشية من ردة الفعل الحليف الاميركي، والتخوف من اقدام الولايات المتحدة واسرائيل على زعزعة استقرار الدولة التركية، في ظل التدهور السياسي والاقتصادي الذي تعاني منه ، واستغلال تلك الفجوات، للاطاحة بالنظام الحاكم.
الى جانب ذلك فان القيادة التركية، ورغم تصريحاتها النارية ضد اميركا في عدة مناسبات، واسرائيل وخاصة فيما يخص ملف غزة، فانها لا تنوي اغضابهما او فك التحالف معهما، سيما بشأن ملف تقسيم الشرق الاوسط، وتفكيك بعض الدول، رغم ان ذلك يتعارض اليوم مع المصالح التركية، ويتوافق مع المصالح الاميركية الاسرائيلية.
الولايات المتحدة التي اعتادت في زمن ترامب على وجه الخصوص، اطلاق التصريحات المتناقضة والكاذبة تدعي عدم رغبتها في تقسيم المنطقة وخاصة سورية، وارسلت مبعوثها توماس باراك ليتلاعب في الاروقة السياسية بين بيروت ودمشق وتل ابيب، لبتحدث عن الاستقرار والسلام والعدالة الانتقالية، ورفض التقسيم، فيما تعمل على دعم المخططات الاسرائيلية سرا، من خلال اطلاق يد الآلة العسكرية الاسرائيلية في تنفيذ هذا المخطط.
الدول العربية بدورها، تقف موقف المتفرج، وليس لديها اي مبادرة او تحرك، سوى الادانة والاستنكار، ودورها ثانوي وهامشي ، وليس في الحسبان، واعتقادها بان دخولها الى اتفاقيات ابراهام، سيجنبها المخاطر والمخططات السلبية لاعداء المنطقة ، ما هو الا وحي من الخيال، حيث ان تلك الاتفاقيات لن تحميها بل تبقيها رهينة بشكل رسمي لتنفيذ المصالح الاسرائيلية والغربية، ونهب مشروع لاقتصادها وجغرافيتها التي طالما حلم بها نتنياهو وترامب .