هكذا يخطط الجيش الإسرائيلي للعمل في “عاصمة حماس”
صنارة نيوز - 22/08/2025 - 3:09 pm
على عكس خانيونس، بقيت في مدينة غزة – التي ستكون في قلب عملية “مركبات جدعون 2” – مبانٍ شاهقة. مسؤول كبير في الجيش: “المسلحون يحفرون أنفاقًا جديدة، ولتسوية المباني أهمية كبيرة”. الوزير كاتس قال إن الخطط أُقرت: “قريبًا ستُفتح أبواب الجحيم”. التعب في صفوف قوات الاحتياط، كميات المتفجرات المطلوبة، والآليات الهندسية المستهلكة: استعدادات الجيش الإسرائيلي – والتحديات التي تواجهه.
اجتمع الكابنيت المصغر أمس (الخميس) للمصادقة على خطط عملية “مركبات جدعون 2” التي ستركز القتال في مدينة غزة، وذلك في ظل تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي وصف مدينة غزة ومخيمات المنطقة الوسطى بأنها “المعاقل الأخيرة لحماس”. الاستعدادات للعملية في ذروتها، ومعلومات استخبارية وصلت إلى الجيش الإسرائيلي تكشف عن التحديات الكبيرة التي ستواجه المقاتلين المشاركين فيها.
صباح اليوم، قال وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس:
“أقررنا أمس خطط الجيش الإسرائيلي لحسم حماس في غزة – بنار كثيفة، بإخلاء السكان وبمناورة برية. قريبًا ستُفتح أبواب الجحيم على رؤوس قتلة ومغتصبي حماس في غزة – حتى يوافقوا على شروط إسرائيل لإنهاء الحرب، وعلى رأسها الإفراج عن جميع المخطوفين وتجريدهم من السلاح. وإذا لم يوافقوا – فستصبح غزة، عاصمة حماس، مثل رفح وبيت حانون. وكما وعدت – هكذا سيكون”.
تشير المؤشرات التي لدى الجيش الإسرائيلي إلى أن حماس عادت لترميم أنفاقها – حتى في مناطق سبق أن جرت فيها مناورة عسكرية. كما يقدّر الجيش أن في مدينة غزة أنظمة تحت أرضية كبيرة ومهمة لحماس، بعضها لم يُكشف في المناورة الأولى بالمدينة قبل نحو عام ونصف.
بعض خصائص القتال في “مركبات جدعون 1” ستتكرر في “مركبات جدعون 2”: ليس فقط عبر فتح محاور اختراق جديدة حول مدينة غزة، ستضاف إلى محور نتساريم “القديم” – على الأرجح على أساس محوري طنجر وصلاح الدين – بل أيضًا في تسوية المباني والمنشآت على نطاق واسع، كما حدث في الأشهر الأخيرة في رفح وخانيونس جنوب القطاع.
ففي حي العبساني شرق خانيونس، على سبيل المثال، سوّت قوات لواء المظليين النظامي أكثر من 2000 مبنى خلال الأشهر الأخيرة، بعضها من ثلاث أو أربع طبقات. ووفق الجيش الإسرائيلي، سبب تسوية المباني أنها يمكن أن تُستخدم أو استُخدمت بالفعل من قبل المسلحين، ولأن هذه المباني تتيح استخدام الأنفاق أو حفرها مجددًا.
قال قائد كبير شارك في القتال مؤخرًا لصحيفتي “يديعوت أحرونوت” و-ynet:
“المباني تمنح المسلحين القدرة على الخروج من الأنفاق وحفر أنفاق جديدة تحت غطاء المباني. لذلك، لتسوية المباني أهمية عملياتية – وليس مجرد تدميرها أو تعطيل استخدامها”.
الصعوبة في هذا الجانب في مدينة غزة – خلافًا للبناء المنخفض نسبيًا في مدن مثل خانيونس أو بلدة بيت حانون شمال القطاع – تكمن في طبيعتها الحضرية: فالمدينة ليست كبيرة نسبيًا من حيث المساحة، لكنها مليئة بالأبراج العالية التي ما زال الكثير منها قائمًا رغم تضرره سابقًا، ويمكن استخدامها ليس فقط من قِبل خلايا مضادة للدروع وقناصة ومراقبين من حماس في الأشهر المقبلة، بل أيضًا كغطاء لشبكات أنفاق معقدة أسفلها.
ولتسوية مبانٍ عالية من 10 إلى 15 طابقًا – الموجودة أساسًا غرب مدينة غزة في أحياء مثل الصبرة والرمال والشيخ عجلين – سيحتاج الجيش الإسرائيلي إلى كميات هائلة من المتفجرات، إضافة إلى آليات هندسية ثقيلة استهلكت ميكانيكيًا بفعل القتال الطويل الذي بدأ مع هجوم حماس في 7 أكتوبر.
يبدو أن العملية البرية الواسعة لن تبدأ قبل الشهر المقبل، وسترتبط بمحاولات إسرائيل إخلاء نحو مليون من سكان غزة جنوبًا، رغم الصعوبات المتوقعة واعتماد الخطة على تعاون الأمم المتحدة.
المرحلة التالية في استعدادات الجيش للعملية ستكون ترجمة الفكرة العملياتية إلى خطط تنفيذية سيضعها مقر قيادة المنطقة الجنوبية: الألوية التي ستعمل أولًا ستكون هي التي ستطوّق مدينة غزة على الأرجح من جميع الجهات، ثم ستتقدم تدريجيًا إلى أحيائها الغربية حيث الأبراج المتبقية. بعد ذلك ستبدأ مرحلة “إجراءات القتال” التي ستشمل نقاشات معمقة حول الخطوات العسكرية، توقيت العمليات، سيناريوهات الاستجابة، التحضيرات اللوجستية، آخر التدريبات، وحشد القوات في منطقة الحدود وعلى محور نتساريم، إضافة إلى الضربات الجوية التي ستسبق الهجوم.
“الدولة التي ترسلنا لا توسّع الصفوف”
عشرات آلاف جنود الاحتياط تلقوا أوامر استدعاء طارئة (أوامر 8)، وبعضهم طُلب منه الحضور ابتداءً من أوائل سبتمبر.
النقيب في الاحتياط إيتام هارئيل، ضابط في لواء المدرعات 10 وناشط في حركة “إلى العلم”، قال في مقابلة مع استوديو ynet إنه تلقى أمر استدعاء طارئ جديد – الخامس منذ اندلاع الحرب.
وبحسبه، فإن مشاعر المقاتلين مختلطة:
“من جهة سنأتي ونفعل كل شيء لإعادة المخطوفين، ومن جهة هناك إنهاك جسدي ونفسي، والبيئة المحيطة تتعب، ودائرة العائلة والعمل تتآكل”، قال.
“الدولة نفسها التي ترسلنا مرارًا وتكرارًا لا توسّع الصفوف – لا المتدينون ولا فئات أخرى”.
وأضاف هارئيل أن حالة عدم اليقين والرسائل المتناقضة من المستوى السياسي تزيد الإحباط:
“إذا كان وزير الأمن كاتس ورئيس الأركان زامير يتشاجرون عبر الإعلام فهذا لا يفيد، ومرة أخرى ليس واضحًا كيف ستنهي المهمة القصة”، شدّد.
كما تلقت الألوية النظامية نهاية الأسبوع تعليمات للاستعداد لاحتمال مناورة برية جديدة – بعد نحو عام من انتهاء المناورة الكبرى السابقة شمال القطاع التي فتحت الجبهة البرية قبل نحو 20 شهرًا.
في هذه المرحلة، من المتوقع أن تواصل هذه الألوية، على الأقل في الأيام القادمة، روتين نشاطها المقرر – دون الدخول في سلسلة تدريبات وتحضيرات تسبق المناورة البرية. ومع ذلك، قد يطرأ تغيير على جداول عمل الجنود الأسبوعية، في إطار التقدم في الاستعدادات للعملية.
يديعوت احرونوت