هل تجر تركيا دمشق لتوقيع سلام مع اسرائيل؟
صنارة نيوز - 22/08/2025 - 3:11 pm
اعلنت مصادر متطابقة ان نحو 80 بالمئة من القضايا العالقة بين سورية واسرائيل قد تم حلها في الاجتماع الاخير الذي ضم وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ووفدا إسرائيليا في باريس حيث تم بحث عدد من الملفات المتعلقة بخفض التصعيد وتعزيز الاستقرار في المنطقة، في اجتماع تمّ برعاية أميركية.
اللقاء ليس الاول ، لكن دمشق تتحدث عنه صراحة في اعلامها الرسمي، وقد سبقه لقاءا معترف فيه ايضا في العاصمة الفرنسية أواخر يوليو بين الشيباني ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمير، في وقت تحدثت مصادر دبلوماسية عن لقاءات مباشرة أخرى جرت بين الطرفين في العاصمة الأذربيجانية باكو.
الواضح ان سورية لم تعد ترى في حليفها التركي املا في الذود عنها امام العمليات الاسرائيلية والمخططات التي تضمرها حكومة الاحتلال اتجاه دمشق، على الرغم من الزيارة التي قام بها وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة ورئيس جهاز الاستخبارات حسين سلامة الى انقره مؤخرا افضت الى توقيع اتفاقية تعاون دفاعي مشترك بين البلدين.
كان الهدف السوري من وراء هذا التوقيع بالطبع، هو زيادة التقارب مع تركيا، فتوجهت دمشق بنفسها لحل ازمتها بعيدا عن المتعهد الذي على ما يبدو وقف على الحياد لدفعها لتوقيع تفاهمات مع اسرائيل وجرها الى حظيرة الاتفاقات الابراهيمية بعد ان تركتها فريسة امام ضعفها للانخراط في عملية سلام مع عدو الشعب السوري بشروط احتلالية على رأسها التنازل عن هضبة الجولان.
لقد تعهدت تركيا لدمشق، ولدول العالم بالحفاظ على وحدة سورية والدفاع عنها ، مع اطلاله شح مخططات التقسيم الاسرائيلية، وروجت انقره الى قيامها بعمليات تصدي جوي لهجمات اسرائيلية في سماء سورية، الا ان تلك الاشاعات والدعايات لم تجد مصدقا ومؤمنا بجديتها او حقيقتها اصلا، وكان الصمت التركي الاكبر امام الخطر الاسرائيلي الاعتى يوم 16 تموز والمتمثل في القصف على قيادة الاركان والقصر الجمهوري رمز السيادة السورية وعرقلة قوات الجيش التي توجهت الى السويداء لانهاء حالة التمرد
المؤكد ان انقرة لن تغامر وتتخلى عن مصالحها وتقاربها الاستراتيجي ، مع الولايات المتحدة واسرائيل من اجل سورية، وثمة خشية حقيقة ان تكون تركيا على القائمة بعد ايران، ان لم يكن من خلال ضربات عسكرية اسرائيلية، كون تركيا عضو في الناتو، فيكون تدخل سري وتنفيذ تفجيرات وعمليات اغتيال تبقى مجهولة المصدر، او دعم المعارضة للاطاحة بنظام الرئيس رجب طيب اردوغان، واستغلال الفجوات والخلل في نظامه، او استخدام ورقة قسد واعلان استقلال الاكراد السوريين وهو ما يثير باقي افراد الاقلية المنتشرين في تركيا ويقوي شوكتهم
الى جانب ذلك فان القيادة التركية، ورغم تصريحاتها النارية ضد اميركا في عدة مناسبات، واسرائيل وخاصة فيما يخص ملف غزة، فانها لا تنوي اغضابهما او فك التحالف معهما، سيما بشأن ملف تقسيم الشرق الاوسط، وتفكيك بعض الدول، رغم ان ذلك يتعارض اليوم مع المصالح التركية، ويتوافق مع المصالح الاميركية الاسرائيلية.
الاتراك يسعون لحماية انفسهم وجبهاتهم الداخلية بعد ان حيدو بنسبه كبيرة حزب العمال الكردستاني، ويعملون حاليا على استقدام التكنولوجيا والاسلحة المضادة للسلاح الاميركي الذي تستخدمة اسرائيل، فكانت وجهتهم الى ما خلفته تكنولوجيا الاتحاد السوفيتي عبر بوابة اوكرانيا، واستقدام العلماء والخبراء الاوكران الى تركيا بمغريات مالية، لينكبو على تحديث تلك الاسلحة خاصة الفتاكة منها والتي ستشكل سلاح ردع تركي قوي يواجه المخططات الاسرائيلية والاميركية