العثور على أجهزة تجسس إسرائيلية مخفية في أنظمة طاقة شمسية في سوريا

صنارة نيوز - 01/06/2024 - 1:12 pm

اكتشفت الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري أجهزة تجسس إسرائيلية وصلت إلى سوريا أواخر نيسان الفائت عبر ميناء اللاذقية ومعبر المصنع الحدودي مع لبنان، داخل شحنة مستلزمات طاقة شمسية، تحقق موقع تلفزيون سوريا من أنها كانت لصالح مستوردين مقربين من الفرقة الرابعة وآخرين من وسيم الأسد.

وعُثِر على أجهزة تجسس على الإشارات اللاسلكية داخل عاكسات تيار كهربائي (Inverter – إنفرتر) من إنتاج شركات Bluesun وRomex وMust الصينية، وجميعها شركات متخصصة بصناعة أنظمة الطاقة الشمسية والهوائية ومستلزماتها، وتعمل في أسواق قرابة 180 دولة حول العالم، بحسب ما تعرف نفسها على مواقعها الإلكترونية الرسمية.

وتعمل أجهزة التنصت التي عثر عليها على اختراق إشارة وترددات أجهزة الاتصال الراديوية والماكروية كالمستخدمة في الاتصالات العسكرية والأمنية في سوريا، وذلك بحسب مصادر أمنية خاصة يتعذر الكشف عن هويتها نظراً لحساسية المعلومات وضيق الدائرة المطلعة عليها.

ونقل موقع تلفزيون سوريا المعارض عن مصادر ان أجهزة التجسس الإسرائيلية المتغلغلة داخل معدات أنظمة الطاقة الشمسية تم اكتشافها مصادفة عندما قررت مختبرات لجنة فحص جودة أنظمة الطاقة الشمسية في دمشق إخضاع الشحنة للفحص، واكتشفت وجود أجهزة تجسس وتنصت على الاتصالات الخليوية والراديوية، لتبلغ على الفور أجهزة النظام الأمنية بمحتويات بعض العيّنات.

وأوضحت المصادر أنها ليست المرة الأولى التي تدخل فيها هذه البضائع إلى سوريا، مضيفة أن كل شحنة كان يتم أخذ عيّنات عشوائية منها وإجراء اختبارات الجودة عليها للتأكد من أن قدرتها مطابقة تماماً للمواصفات المسجلة على كل منها، ومن ثم إضافة لصاقات ليزرية صادرة عن اللجنة تؤكد مطابقة المواصفات الفنية واستيفاءها لأجور الفحص والرسوم الجمركية.

وحسب تقرير المصدر الاعلامي المعارض : 

فقد لفت مهندس الاتصالات يوسف رمضان إلى سهولة اختراق أجهزة الاتصال اللاسليكية لدى جيش النظام السوري والميليشيات المرتبطة به من خلال استخدام تقنيات اتصال زهيدة الكلفة وصغيرة الحجم وبرمجيات لفك تشفير.

في حين استبعد رمضان أن تكون أجهزة التجسس المخبأة داخل عاكسات التيار الكهربائي أو حتى ضمن علب التخريج الكهربائي لألواح الطاقة الشمسية قادرة على إعادة إرسال الاتصالات لمسافات بعيدة من دون أن يتم ربطها بمكررات الإشارة والتي تعرف باسم جهاز “Repeater” الذي ينقسم إلى قسمين:

الأول: مستقبل الإشارة وهو دارة إلكترونية صغيرة الحجم بالإمكان إخفاؤها ضمن صندوق أي جهاز كهربائي
الثاني: مرسل عالي الاستطاعة مكوناته يصعب إخفاؤها في عاكسات التيار الكهربائي أو ما شابهها، ومن الضروري أن يتم ربطها بأبراج وهوائيات يصل طولها إلى متر واحد أو أكثر.
ويرجح خبير الاتصالات أحد خيارين، إما وجود مكررات إشارة تستخدمها إسرائيل من داخل الأراضي السورية، أو استخدامها لتقنيات متطورة كالاتصال عبر الأقمار الصناعية لنقل ما يتم التقاطه بوساطة أجهزة التجسس من دون الحاجة لمحطات بث خارجية لافتة للأنظار.

التجسس على النشاط الإيراني في سوريا
يرى الباحث في شؤون الميليشيات المرتبطة بإيران تركي المصطفى أنّ إسرائيل أقامت علاقات استخبارية مع ضباط عسكريين وأمنيين وتجار من الدائرة الضيقة القريبة من آل الأسد لتجنيدهم كجواسيس على نشاط الحرس الثوري الإيراني والميليشيات المرتبطة به.

وتستخدم إسرائيل جميع الوسائل التجسسية المتاحة لها ومن بينها زراعة أجهزة تجسس في أنظمة الطاقة الشمسية لاختراق أنظمة الاتصال وبالأخص الاتصالات الإيرانية والمراقبة الحثيثة للوجود العسكري الإيراني وصولاً إلى جمع المعلومات الاستخبارية التي تفيد جهاز الموساد والجيش الإسرائيلي سواء في الوقت الحالي أو المستقبل البعيد، ومن ثم توظيفها في ضرب الأهداف الإيرانية على الأرض السورية، وفقاً للمصطفى.