المقاطعة تطيح بـالـ KFC والبتزا هت في تركيا
صنارة نيوز - 15/02/2025 - 6:03 pm
الصنارة نيوز/
في خطوة مفاجئة، أعلنت شركة "يام براندز" الأميركية المالكة لسلسلتي "كنتاكي" و"بيتزا هت" عن إنهاء اتفاق الامتياز مع شركة "إيش غذا" المشغل المحلي للمطاعم في تركيا.
وأدى هذا القرار إلى إغلاق 537 فرعًا في مختلف أنحاء البلاد، وأدى إلى إعلان إفلاس "إيش غذا" بسبب تراكم ديون تقدر بنحو 7.7 مليار ليرة تركية، أي ما يعادل حوالي 214 مليون دولار.
ورغم أن "يام براندز" بررت قرارها بعدم التزام "إيش غذا" بمعايير التشغيل والجودة، إلا أن توقيت هذا القرار أثار تساؤلات عديدة حول تأثير حملة المقاطعة الشعبية التي تصاعدت في تركيا مؤخرا. منذ عام 2020، حصلت "إيش غذا" على حقوق تشغيل سلاسل "كنتاكي" و"بيتزا هت" في تركيا، واتبعت استراتيجية توسع سريع.
حيث ارتفع عدد فروع كنتاكي من 125 إلى 283، وزادت فروع بيتزا هت من 45 إلى 254، وهو ما جعل الشركة تحظى بجائزة "أفضل شريك امتياز لعام 2023". ولكن التوسع السريع لم يكن مدعومًا بقاعدة مالية صلبة، بل اعتمد على الاقتراض المفرط مما دفع الشركة إلى مواجهة أزمة سيولة خانقة بسبب ارتفاع أسعار الفائدة. ومع هذه الضغوط المالية، بدأت مبيعات "كنتاكي" في تركيا بالتراجع بنسبة 40% في الأشهر الأخيرة، وهو ما فاقم من الأزمة.
في نفس الوقت، بررت "يام براندز" قرارها بإنهاء الاتفاق بسبب ضعف الأداء وتهالك المعايير التشغيلية في فروع "إيش غذا"، حيث كانت المبيعات في تركيا أقل بكثير من المعدلات العالمية. لكن المحللين يرون أن تأثير حملة المقاطعة التي اجتاحت تركيا كان له دور أساسي في هذا التدهور المالي.
هذه المقاطعة، التي بدأت كرد فعل على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أصبحت أداة اقتصادية مؤثرة دفع العديد من الشركات العالمية إلى إعادة تقييم استثماراتها في السوق التركي.
مع تصاعد الحملة، بدأ العديد من الشركات التي تربطها علاقات تجارية مع إسرائيل، مثل مجموعة "زورلو" القابضة للطاقة، في التخلص من استثماراتها في شركات إسرائيلية.
كما شهدت مبيعات المشروبات الغازية التي تدعم الاحتلال انخفاضًا حادًا بنسبة 50%، مما أجبر الشركات على تقديم خصومات كبيرة. وفي مجال المطاعم، تأثر قطاع الأغذية بشكل مباشر حيث تراجعت مبيعات المشروبات الغازية في المطاعم والمقاهي بشكل ملحوظ.
الحكومة التركية لعبت دورًا كبيرًا في تعزيز حملة المقاطعة، حيث قامت شركة السكك الحديدية التركية والخطوط الجوية التركية بإزالة المنتجات الداعمة للاحتلال من عربات الطعام وصالات المطارات.
كما ألغت 45 بلدية تابعة لحزب العدالة والتنمية مبيعات المنتجات الإسرائيلية، وأعلنت وزارة التجارة التركية في مايو 2024 عن وقف كامل للتعاملات التجارية مع إسرائيل حتى يتم السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وعلى مستوى الشركات، فقد أدت المقاطعة إلى تراجع ملحوظ في مبيعات الشركات الغربية في تركيا. وكان هذا التراجع واضحًا في الشركات التي ارتبطت علاقتها بالشركات الداعمة لإسرائيل.
في هذا السياق، يرى الباحث في الاقتصاد السياسي حسين أوزكان أن المقاطعة لم تعد مجرد رد فعل شعبي، بل أصبحت أداة اقتصادية تستخدمها تركيا لإعادة تشكيل السوق. ويضيف أن إغلاق فروع "كنتاكي" و"بيتزا هت" في تركيا لا يمكن النظر إليه فقط على أنه أزمة مالية، بل هو في الأساس نتيجة لتأثير المقاطعة الذي أضعف استقرار المشغل المحلي.
مع استمرار تأثير المقاطعة على الشركات الغربية في تركيا، يبرز تساؤل حول قدرة الحملة على الاستمرار، إذ يرى أوزكان أن المقاطعة قد تواجه تحديات بسبب تراجع زخمها بعد إعلان وقف إطلاق النار في غزة.
لكن التأثير الحقيقي للمقاطعة لن يكمن فقط في نطاقها، بل في قدرتها على فرض تغييرات دائمة في سياسات الشركات العالمية، مما قد يعيد تشكيل البيئة الاقتصادية في تركيا على المدى الطويل.