البابا يخالف التقاليد ويوصي بجنازة مختلفة
صنارة نيوز - 21/04/2025 - 9:47 pm
أعلن الفاتيكان في بيان مصور اليوم الاثنين وفاة البابا فرنسيس، أول زعيم من أمريكا اللاتينية للكنيسة الكاثوليكية.
وتوفي عن 88 عاما بعد معاناة من أمراض مختلفة خلال فترة بابويته التي استمرت 12 عاما.
وتغيب البابا فرنسيس للعام الثالث على التوالي، يوم الجمعة، عن موكب سنوي يقام في “الكولوسيوم” بروما ويشارك فيه آلاف الكاثوليك.
ولم يحضر الحبر الأعظم (88 عاماً) الاحتفال بالجمعة العظيمة الذي يقام في الهواء الطلق، إذ كان يتعافى من التهاب رئوي مزدوج وقلص ظهوره العلني بناء على تعليمات الأطباء.
ولم يحضر بابا الفاتيكان أيضاً في عامي 2023 و2024 احتفال “الكولوسيوم” الذي يقام غالباً في طقس ربيعي لطيف.
وتغيب البابا أيضاً عن قداس سابق في الفاتيكان، الخميس. وكان جيه.دي فانس نائب الرئيس الأمريكي، الذي يزور إيطاليا مع عائلته لحضور احتفالات عيد الفصح، من بين الحاضرين في ذلك القداس.
حياة ومسيرة
وُلد البابا فرنسيس باسم خورخي ماريو بيرغوليو في 17 ديسمبر 1936 في بوينس آيرس بالأرجنتين، لعائلة مهاجرة من أصول إيطالية. التحق بجمعية يسوع عام 1958، ورُسم كاهنًا عام 1969، ثم أصبح رئيسًا لأساقفة بوينس آيرس في 1998، وكُرّس كاردينالًا عام 2001.
انتُخب بابا في 13 مارس 2013 خلفًا للبابا بنديكتوس السادس عشر، واختار اسم «فرنسيس» تيمنًا بالقديس فرنسيس الأسيزي، رمز التواضع والاهتمام بالفقراء.
مواقف إنسانية في وجه الأزمات
لم يكن البابا فرنسيس غائبًا عن المأساة الإنسانية في قطاع غزة، فقد عبّر مرارًا عن قلقه العميق تجاه تصاعد العنف وسقوط الضحايا المدنيين، خصوصًا من النساء والأطفال. دعا في عظاته وخطاباته إلى وقف إطلاق النار فورًا، وناشد المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته تجاه المدنيين المحاصرين.
ووصف الوضع الإنساني في غزة بـ«غير المقبول أخلاقيًا»، مؤكدًا أن الحرب «لا تجلب سوى الدمار والبؤس»، وأن «السلام وحده هو الطريق الحقيقي للكرامة والعدالة».
عرف عنه مواقفه الإنسانية الصلبة من القضايا الدولية، وعلى رأسها الحرب في أوكرانيا، حيث دعا مرارًا لوقف القتال والعودة إلى الحوار. كما كان صوتًا مؤيدًا لحقوق الشعب الفلسطيني، خاصة خلال العدوانات المتكررة على غزة، حيث أدان سقوط الضحايا المدنيين وطالب بإنهاء الحصار وإحقاق العدالة.
كما وجّه نداءات متكررة لوقف الحروب في سوريا واليمن والسودان، منتقدًا ما وصفه بـ«تجاهل ضمير الإنسانية» تجاه آلام الأبرياء. وكان من أبرز المدافعين عن حقوق اللاجئين، قائلاً في إحدى عظاته: «من يغلق قلبه في وجه اللاجئ، يغلقه في وجه المسيح».
ترتيبات الجنازة والدفن
أفاد بيان الفاتيكان بأن البابا فرنسيس أوصى بجنازة بسيطة وتابوت خشبي واحد، مخالفًا التقاليد التي تتضمن استخدام ثلاثة توابيت. كما أعرب عن رغبته في أن يُدفن في بازيليك القديسة مريم الكبرى، وليس في سرداب كاتدرائية القديس بطرس، ليصبح بذلك أول بابا يُدفن خارج الفاتيكان منذ أكثر من قرن.
ردود الفعل العالمية
توالت ردود الفعل من قادة العالم والزعماء الروحيين، معبرين عن حزنهم العميق لفقدان شخصية دينية استثنائية. وأعلنت الكنيسة الكاثوليكية حول العالم الحداد، فيما يُتوقع أن تُقام مراسم الجنازة الرسمية خلال الأيام القليلة المقبلة، بمشاركة وفود دينية وسياسية من مختلف أنحاء العالم.