تشابه في الهجمات الاوكرانية والاسرائيلية

صنارة نيوز - 25/06/2025 - 5:53 pm

المتابع مؤخرا، للتطورات الحربية في العالم، لا يمكنه الا ان يربط بين شكل وطريقة الهجمات وتشابهها، في ابرز ساحتين حربيتين الاولى روسيا واوكرانيا ، والثانية ايران واسرائيل.

اسرائيل واوكرانيا: تخطيط عدواني مشترك

في الاول من يونيو – حزيران الجاري، شنت اوكرانيا هجوما مباغتا على عدة مطارات وقواعد عسكرية في عمق روسيا، كشف الرئيس الاوكراني فلوديمير زيلينسكي استخدام

117 طائرة بدون طيار، في عملية استغرق التخطيط لها أكثر من عام ونصف، شملت تهريب طائرات مسيرة إلى الأراضي الروسية وإخفائها في منازل خشبية متنقلة فوق شاحنات. ثم فتحت الأسقف عن بُعد، ونشرت الطائرات بدون طيار لشن هجماتها.

ذات الطريقة والسيناريو والادارة ، استخدمتها اسرائيل يوم 13 يونيو من ذات العام، وعلى ما يبدو، وبعد نجاح التجربة في روسيا تم تنفيذها في ايران لتعلن اسرائيل البدء في عملياتها العسكرية ، حيث استهدفت مواقع حساسة بالاضافة الى اغتيال شخصيات كبيرة ووازنة في النظام الايراني العسكري والعلمي، لتكشف تقارير عبرية ان العملية يتم الاعداد لها منذ اشهر طويلة.

 

لا يحتاج المتابع للتطورات وقتا وتمحيصا كبيرا ليعرف ان الادارة والتخطيط لمثل تلك العمليات جهة واحدة، والمتعمق سييقن ان الدولة العميقة في بلدان الغرب هي من يخلق الازمات، والمشاكل الدولية، ثم يخطط للمعارك ويديرها، خدمة لاهدافه ومصالحة الاستراتيجية اقتصاديا وسياسيا وامنيا.

 

سمنت الدول الغربية العميقة الكيانين الاوكراني والاسرائيلي، وسلحتهما بأعتى انواع الاسلحة ودعمت متطرف اسرائيلي في توجهاته ، ومهرج اوكراني في عملياته، وقدمت لهما الغطاء السياسي في المحافل الدولية وخاصة الامم المتحدة، محاولة بواسطتهما اعادة تشكيل العالم من جديد للسيطرة على مفاصله الاقتصادية والامنية.

اهمال اوكرانيا.. اسرائيل اولا

الملفت ان ثمة تفضيل غربي للاطراف المسيرة، فبعد العدوان الاسرائيلي على غزة، اهملت الدول الغربية عمليات الدعم العسكري والامني لاوكرانيا، ووجهت بوصلتها لاسرائيل، قبل ان تحكم الاخيرة سيطرتها على غزة، وذات السيناريو تكرر بعد الهجوم الاسرائيلي على ايران، نحيت اوكرانيا جانبا وتركت تئن من الضربات الروسية وتناشد مدها بالسلاح والعتاد ، لكن لا حياة لمن تنادي .

 

الدور السوري

اقصى ما يمكن ان تفعله الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة من اجل اوكرانيا الان، هو البحث عن اسلحة الاتحاد السوفييتي التي اصبحت الان قديمة وغير فاعلة امام التطور العسكري العالمي، لشراءها وتقديمها لاوكرانيا، وهي ليست المرة الاولى التي تلجأ الدول الغربية لهذا الخيار لابقاء اوكرانيا على قيد الحياة، ويبدو الان ان الساحة السورية التي تعد مخزن كبير ، هي المسعى الغربي لمد الجيش الاوكراني باسلحة الاتحاد السوفييتي، على الرغم مما قد يشكل ذلك خطر كبير على الامن السوري مستقبلا.

 

الخطر لا يكمن بامكانية تحرك متطرفين او انفصاليين في الساحة السورية فحسب، بل في حاجة القوات السورية لتلك الاسلحة لمواجهة اي عدوان خارجي وتحديدا اسرائيلي، فكيان الاحتلال ان انتصر في عدوانه على ايران، لن يترك المنطقة دون تقسيمها والاستيلاء على المزيد من اراضي الجوار، وسورية اليوم خاصرة رخوة ومنطقة ضعيفة وهي التي انتهت لتوها من حرب اهلية مدمرة،والاسلحة التي ابقتها اسرائيل لعد عمليات عدوانية واسعة بعد سقوط نظام الاسد، هي الملاذ الاخير للسوريين للدفاع عن ارضهم ومقارعة المعتدين سواءا من الداخل او الخارج.

لطالما طرحت وسائل الاعلام العبرية ومنذ سقوط نظام الاسد سيناريوهات تتحدث عن تقسيم سورية وسيطرة اسرائيلية على الجنوب وربما مناطق اعمق ، فيما تسيطر تركيا على الشمال السورري.

في المحصلة الدول الغربية التي تخطط وتنفذ وتدعم كيانات مصطنعة ستعمل على تقسيم المنطقة لتسهيل السيطرة عليها وخلق الحروب والفتن فيما بينها لاشغالها عن استرداد اراضيها المحتلة او الذهاب الى التنمية والتطور.