إسرائيل الكبرى قيد التنفيذ ، الأردن مستهدف في مرحلة لاحقة ، على الدولة الأردنية الاسْتِعْدَاد .

صنارة نيوز - 18/08/2025 - 11:13 am

إسرائيل الكبرى قيد التنفيذ ، الأردن مستهدف في مرحلة لاحقة ، على الدولة الأردنية الاسْتِعْدَاد .
بقلم/ احمد عبدالفتاح الكايد ابو هزيم  .
             " أشعر أنني في مهمةٍ تاريخية وروحانية  ، فأنا مرتبط جداً برؤية إسرائيل الكبرى  ، أنا في مهمةٍ تمتد عبر الأجيال ، هناك أجيال من اليهود حَلِمْت بالقدوم إلى هنا ، وستأتي أجيال أخرى بعدنا ، " كان هذا جزء من مقابلة لرئيس وزراء الكيان الصهيوني مع قناة  i24 العبرية  . 
بعيداً عن بيانات الشجب والاستنكار التي تدخل في إطار الشحن التعبوي  " ورفع العتب في بعض الحالات ، الإجراءات العملياتية المدروسة على أرض الواقع من قوة عسكرية واقتصادية وتعبئة شعبية هي الفيصل والقوة الرادعة في إيقاف المشروع الصهيوني القائم على التوسع على مراحل ، بعدما يكون الكيان قد أوغل قتلاً وتدميراً وتهجيراً بحيث تكون المنطقة أمامه مفتوحة على جميع الاحتمالات ، وهو من يُقرر مصيرها ابتداءً ليتم " هظمها " بعد ذلك بكل سهولة ويُسر ضمن ما يسمى "  إسرائيل الكبرى " .
        عملياً ما تحدث به رئيس وزراء الكيان الصهيوني ليس بجديد فقد تم البدء بتنفيذ مرحلته الأولى في العام 1948م ، مع إعلان ديفيد بن غوريون قيام دولة إسرائيل على 78% من مساحة فلسطين التاريخية وتهجير أغلب سكانها العرب ، وفي المرحلة الثانية التي بدأت في العام 1967م ، استكمل الكيان إحتلال ما تبقى منها  بالإضافة إلى مرتفعات الجولان السوري ومزارع شبعا ،  وها هي المرحلة الثالثة في أوج تنفيذ مخططاتها العملياتية في عدد من الدول العربية التي تقع ضمن دائرة الاستهداف والتحكم والسيطرة .
         ولتوضيح الصوره بدون " فلتر  " ولغايات إثبات أن مشروع " إسرائيل الكبرى  " يتم تنفيذه على الأرض حالياً ، علينا أن نُقر بأن جيش الإحتلال الصهيوني وبمساندة من الجيش الأمريكي يستطيع الوصول إلى أي مكان متى شاء وكيفما يشاء ، وهذا ما يحصل عملياتياً في لبنان ، سوريا ، العراق  ، وهي دول تدخل في قائمة المشروع الصهيوني ، وفي جانب السيطرة الفعلية على الأرض جيش الكيان موجود في قطاع غزه والضفة الغربية وأجزاء من لبنان وسوريا ، وفي السياق الدبلوماسي والسياسي والاقتصادي والأمني تعمل السياسة الأمريكية في المنطقة على دمج الكيان ضمن محيطة الإقليمي ضمن ما بات يعرف باتفاقيات السلام والاتفاقيات الإبراهيمية ، ووصل الامر بالغطرسة الصهيونية إلى وضع " فيتو "  على بعض القرارات الإقليمية وحتى المحلية لبعض الدول ، بحجة تعارضها مع الأمن القومي لدولة الإحتلال .
  سياسة الدول الغربية والإدارات الأمريكية المتعاقبة في المنطقة تعمل على أضعاف جميع الدول العربية في محور الاستهداف وحتى البعيدة منها ،  وتعمل على تجهيز مسرح العمليات أمام  إسرائيل للتدخل سواء كان بالجانب العسكري أو الاقتصادي أو بخلق مشاكل اجتماعية وعرقية وعقائدية لتفكيك الدول ، والمجتمعات ، وفرض الحل الإسرائيلي بالسيطرة والتمكين لأحقاً . 
              إسرائيل تحاول أن تُحكم السَّيْطَرَة على حدود الأردن الغربية والشمالية على شكل حرف " L " ، وهي موجودة بالفعل على الجانب الغربي من الأردن  " فلسطين العربية "  وتتمدد الآن على الجانب الشمالي من حدود الأردن مع سوريا الشقيقة ، قواتها العسكرية تتمركز في جنوب لبنان ومزارع شبعا ومرتفعات الجولان والجنوب السوري " بعض القرى والبلدات في ريف دمشق وريف القنيطرة وريف درعا " ،  وبتدخلها المباشر في قضية السويداء تحت ذريعة مساعدة " أخوانهم الدروز العرب !!! " ، يكون الكيان الصهيوني " إذا ما نجح لا قدر الله "  قد وصل إلى نصف المسافة تقريباً مع حدود العراق  " محافظة الانبار  " ، وإذا ما استطاع أيضاً الوصول جغرافياً وعملياتياً إلى المناطق التي تسيطر عليها " قسد " يكون بالفعل قد وصل إلى نهر الفرات في الجنوب الشرقي من سوريا قبل دخوله إلى الأراضي العراقية ،  وهو ما يشكل بداية حدود " إسرائيل الكبرى "  من جهة الشمال الشرقي  " من النيل إلى الفرات  " .
         في سعيها إلى تحقيق حلم " إسرائيل الكبرى  " في مراحلة الأولى والثانية والثالثة ، الأردن في نظر دولة الإحتلال عبارة عن " مستودع بشري "  ، ولقد استطاعت بالفعل تهجير ملايين من الأخوة الفلسطينيين  إلى الأردن والدول المحيطة " ، وتروج دوائرها الإستعمارية والاستخبارتية ومسؤوليها من الصف الأول بأن الأردن هو فلسطين " وطن بديل  " وهذا بالطبع في المراحل الأولى لأن الجميع في نهاية المطاف مُهدد بالتهجير  .
     الفلسطينيين في الأردن هم أخوه وأهل لهم ما لهم وعليهم ماعليها مثل أخوانهم الشعب الأردني ، وهم أصحاب الأرض والحقوق المشروعة في فلسطين وهم من يقررون مصيرهم  .
الأردن مُستهدف في مرحلةٍ لاحقة من مشروع " إسرائيل الكبرى " ،  بعدما يُنهي الكيان الصهيوني مرحلته الثالثة على حدود الأردن الشمالية والوصول إلى الفرات في العراق ، وبعدما يُحِكم السيطرة على الجهة الجنوبية من على حدود الأردن ، يصبح الأردن بين فكي كماشه يتم الضغط عليه عسكرياً من ثلاث اتجاهات .   
         عقل الدولة الأردنية يعرف جيداً مخططات دولة الإحتلال تجاه الأردن ، وإن جاز لنا كمواطنين أردنيين الرأي والمشورة ، على الدولة بكافة مؤسساتها أن تتخذ خطوات عملية في مواجهة المد الصهيوني وافشال مخطط " إسرائيل الكبرى " من أهمها  : -
- عسكرة دولة الإنتاج كما تفعل دولة الكيان الصهيوني ،  الجميع جيش ، عاملين واحتياط ، نساء و رجال ، وقت السلم كلٍ في اختصاصة .
- إعادة خدمة العلم على أُسس جديدة ، تُبقي جاهزية من هم في سن الخدمة " رجال و نساء  " على استعداد تام   .
- تعزيز وتمتين الجبهة الداخلية ورفع الروح المعنوية .
- بناء العقيدة القتالية العسكرية والشعبية على اعتبار أن الكيان الصهيوني هو العدو الأول  .
- الإسراع في تنفيذ منظومات التحديث السياسي والاقتصادي والإداري على أُسس جديدة حقيقية ، واعتبارها ضرورة لموجهه العدو وليس كلشيهات وعناوين عريضة لسد الفراغ في المؤتمرات والمنتديات لشراء الوقت .
- محاربة البطالة وجيوب الفقر .
- خفض الدين العام وخدمة الدين ، وخفض العجز في ميزان المدفوعات .
- العمل على زيادة نمو الدخل القومي وتمتين الاقتصاد الوطني  .
- زيادة الإنفاق العسكري وتحديث أسلحة القوات المسلحة الأردنية ، ودعم الأجهزة الأمنية للحفاظ على أمن واستقرار الوطن .
-  تطوير وتحديث البنية التحتية بما يتناسب مع استعمالها للأغراض العسكرية عند الضرورة ، بما فيها الملاجئ  .
- بناء تحالفات دولية ، ومعاهدات دفاع مشترك مع الدول العربية والإسلامية والصديقة  .
- والأهم الأهتمام بالمواطن الأردني من تعليم وصحة وتحسين جودة الحياة باعتباره  الخط الأول للدفاع عن الوطن .
                 إذا كان رئيس وزراء الكيان الصهيوني متعلق عاطفياً برؤية إسرائيل الكبرى ، نحن متعلقين وجودياً بتحرير فلسطين من النهر الى البحر  ، والدفاع عن الأردن مهما كانت التضحيات   .
             نأخذ بالأسباب ونتمسك بالتفاؤل  ، لا نُزاود على أحد  ،نترفع عن الصغائر  ، لأننا نُحب الأردن  ،
           حمى الله الأردن وأحة أمن و استقرار  ، وعلى أرضه ما يستحق الحياة  ،
       أحمد عبدالفتاح الكايد أبو هزيم  - أبو ألمهند  .
كاتب أردني  ،
ناشط سياسي  ، اجتماعي