زيارات الملك.. ثقل استراتيجيّ
صنارة نيوز - 28/08/2025 - 9:32 am / الكاتب - محمود الطيطي
كتب : محمود الطيطي
شغلت زيارات جلالة الملك عبدالله الثاني إلى كازاخستان وأوزبكستان حيزًا واسعًا من الاهتمام، لما حملته من ثقل استراتيجيّ.
لم تكن هذه الزيارات مجرد طقوس دبلوماسية، بل كانت رحلة ملؤها الطموح لإنعاش الاقتصاد الأردني، ووضعه في بؤرة الاستثمارات الخارجية، واستقطاب رؤوس الأموال لتدفق في شرايين قطاعاته الحيوية. لقد كانت الزيارة جسرًا لتطوير الشراكة الثنائية وتعزيزها في شتى الميادين السياسية، والاقتصادية، والاستثمارية، والثقافية، وقد تُرجم ذلك بتبادل الحكومات لاتفاقيات ومذكرات تفاهم شملت قطاعات حيوية كالتعليم العالي، والسياحة، والجمارك، والزراعة، وغيرها.
في سعيه الدؤوب، يحرص جلالة الملك في زياراته إلى دول العالم على توسيع آفاق التعاون، وبحث فرص جديدة للشراكة، وتعزيز الاتفاقات التي تشمل ملفات حيوية مثل التجارة، والاستثمار، والطاقة، والزراعة، والأمن الغذائي، والصناعات الدوائية، وتكنولوجيا المعلومات، والتحول الرقمي. كما يولي اهتمامًا خاصًا بقطاعات النقل والخدمات اللوجستية والسياحة، إلى جانب التعاون الإنساني والتعليمي.
لهذا يمكن فهم جدول الزيارة التي تضمن عقد جلالته لقاءات مثمرة في منتدى الأعمال الكازاخستاني-الأردني، الذي جمع نحو 300 من رجال الأعمال والمستثمرين من البلدين.
تركيز جلالته كان مُنصبًا على الجوانب الاقتصادية البارزة، التي من شأنها أن تسهم في تحسين وإنعاش الاقتصاد الأردني، باعتباره رافدًا أساسيًا لحياة أفضل للمواطن.
كما اكتسبت هذه الزيارات أهمية خاصة للمبادرات الإنسانية والتعليمية، حيث شجعت على التبادل الأكاديمي، والتفاعل الثقافي، وتنمية السياحة. كما عملت على تعزيز الشراكة الشاملة بين البلدين، لا سيما من جانب تطوير الحوار السياسي.
ومن أبرز مخرجات هذه الزيارات، كان الاتفاق على عقد الملتقى الاقتصادي الأول بين الأردن وأوزبكستان، وتفعيل عمل المجلس التجاري الأوزبكي الأردني، بهدف تسهيل التواصل المباشر بين قطاعات الأعمال في البلدين.
إن التعاون بين الأردن وكازاخستان وأوزبكستان يمثل فرصة استراتيجية لتعزيز الروابط الاقتصادية وتوسيع آفاق الشراكة، بما ينسجم مع التوجهات المشتركة نحو تنويع مصادر النمو الاقتصادي والاستفادة من المزايا التنافسية، مما يسهم في بناء جسور تعاون أكثر استدامة وفعالية.
وهذا ما أكدته التقارير الإعلامية التي تابعت الزيارات والتي اشارت الى أن هذه الخطوات الملكية تشكل دفعة قوية لمسار العلاقات الأردنية-الكازاخستانية والأوزبكية، وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون العملي في مختلف المجالات، إلى جانب تعزيز التنسيق السياسي والدبلوماسي في القضايا ذات الاهتمام المشترك.