الاشتعال والانطفاء في سيرة تحت ظل خيمة مهند طلال الأخرس

صنارة نيوز - 17/09/2025 - 11:27 am

بقلم: رائد محمد الحواري

الذاكرة الفلسطينية خصبة بالأحداث، بالأشخاص، بالأفكار، ومن الضروري تدوينها أدبيا، لأن ذلك واجب وطني/ قومي/ إنساني، كما أنه من حقنا على صاحب السيرة إرشادنا إلى الطريق، وتعرفينا بما جرى لنستفيد/ لنتعظ/ نتعلم مما حدث، ومن ثم نتحاشى الأخطاء التي وقع بها أجدادنا/ آباؤنا، هذا عدا عن حق القارئ بالاستمتاع بالطريقة والشكل واللغة التي جاءت بها السيرة.

إذن هناك واجبات على كل من يقدر/ يحسن الكتابة الأدبية، وواجبات على كل من يقرأ، فالعلاقة التبادلية بينهما تفيدهما وتفيد المجتمع، وينعكس أثر تلك العلاقة إيجابيا عليهما وعلى المجتمع، عليهما من خلال المتعة التي يحصلان عليها، والمجتمع من خلال وجود مجتمع قارئ/ قادر على تلافي الأخطاء، والتقدم بشكل صحيح وسليم نحو المستقل، والتمسيك بالحق/ بالمبادئ/ بالعطاء رغم (شح) وضيق الحال، وبهذا يكون الفرد/ المجتمع قد طبق الآية القرآنية : "ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة"

إذن نحن أمام سيرة، لكنها مهمة لكل فلسطيني وعربي وإنسان، لما تحمله من معاناة، من ألم، من نضال، من إبداع، من معلومات، وللطريقة السلسة التي قدمت بها، فكاتب السيرة استطاع بأسلوبه ولغته أمتاع القارئ وجذبه للسيرة، وهذا بحد ذاته يعتبر أنجاز للسيرة، "ولمنهد طلال الأخرس" الذي أبدع في تقديمها.

السيرة

اعتمد السارد على ما شاهده/ عاشه في المخيم البقعة، كما اعتمد على مجموعة شخصيات روت له، أو أعطته صور، أو مذكرات عن مخيم البقعة، وكيف كانت أحوالهم، من هنا كانت عملة جمع المادة وتدوينها أدبيا أمر صعب وشاق، ينقل لنا قول إحدى تلك الشخصيات: "يا أخي، هناك ما سأبوح به لك وحدك ولك حرية التصرف به والكتابة عنه كيفما تشاء، وهناك ما سيبقى دفينا في الصدور حتى نغادر هذه الدنيا إلى القبور...بينما اختار آخر (س، ص) وهو صاحب تاريخ حافل وطويل أن يحدثني عن فترة الانطلاقة والعمل الثوري لفتح منذ 1965" ص23، بمعنى أن السارد اجتهد وتعب في لم/ تجميع الأحداث، وأيضا في طريقة صياغتها أدبيا وتقديمها لنا.

العمل الفدائي

العمل الفدائي يمثل ولادة جديدة لفلسطين وللمنطقة العربية التي خرجت من حالة تلقي الضربات، إلى حالة الصد والهجوم، يحدثنا الكاتب عن هذه النقلة بقوله: "وأصبحت الخيام تحمل تاريخ ولادة الفدائي ومعه بدأ تاريخ ووعد فلسطيني جديد.. أخذت المعسكرات والقواعد تعج بالفدائيين، وفهم المخيم أخيرا حكاية النبي المسلح والنبي المسالم، بدأ حال المخيم بالتبدل والتغيير جذريا، وبدأ المخيم يلبس ثوب العودة والتحرير" ص33، هذا المقطع يشكل ردا حاسما على كل من يشكك بالثورة الفلسطينية، فالثورة هي من أخرجت الفلسطيني والعربي من حالة الانكسار، إلى حالة العمل والهجوم/ وهي من أعطته بارقة أمل، في وقت كان التسليم والاستسلام هو السائد.

 

المد الجماهيري

العلاقة التكاملية بين الثورة والمخيم جعلت الجماهير تقتطع من قوتها وتقدمه للثورة، فكان رغيف الخبز أحد أشكال التكامل بينهما: "كان الأهالي حين قدومهم لتلك المخابز من اجل تجهيز خبزهم بالفرن لا ينسون حصة الثورة، كانت حصة الثورة كحصة أبنائهم، كان الجميع يتبرع برغيف للثورة" ص68، اللافت في هذا المشهد العطاء والأخذ المتبادل، فالجماهير أخذت الأمل من الثورة، والثورة أخذت الرجال والغذاء من الجماهير، وهذا ما جعلهما كيانا واحدا يكمل أحدهما الآخر، ولا معنى لوجود أحدهما دون الآخر.

إذاعة الثورة

من وسائل جذب الجماهير الإعلام، الراديو الذي كان وقتها أهم وسيلة إعلامية للجماهير، فكانت إذاعة الثورة من تمد الجماهير الفلسطينية والعربية بالأمل، كما كانت تقوم بمد المقاومين بالمعلومات من خلال الشيفرات: "وصلت الهدية: والطائر في الفضاء، وبانتظار القمر، لا يوجد لدينا عروس: أصبح سماع مثل هكذا عبارات مشفرة عبر أثير الإذاعة كفيل بارتداء المخيم ثوب الفرح..
... من أبواق وسماعات تلك السيارات التي تجوب شوارع المخيم، أصبح الجميع يعرف صوت العاصفة، وأصبح صوت العاصفة دليل المخيم الأول نحو القاموس الجديد بكل ما يجري" ص35، مثل هذا المشهد كافي لإيصال حقيقة أثر الثورة على الجماهير الفلسطينية، خاصة من هم في المخيمات، وأيضا إعطاء صورة عن تفاعل الجماهير مع الثورة وإذاعتها، بمعنى أنها ثورة حقيقة عرفت هموم وطموح الجماهير التي تسندها وتمدها بالرجال والمال، فلم تكن ثورة خارج السرب، كما يلوح بعضهم الآن، وأنها أداة/ وسيلة مختلقةـ وجدت لخدمة العدو، فالثورة التي احتضنتها المجاهير ومدتها بما تحتاج، هي ثورة حقيقية، وما عن عدم وصولها لأهدافها، فما هو إلا نتيجة التآمر والتخاذل الرسمي العربي الذي قتلها وضربها أكثر من العدو نفسه.

أغاني الثورة، أغاني الجماهير

مؤشرات التلاحم بين الثورة والجماهير الأغاني التي جمعتهما، من هذه الأغاني:

"ولعوا النار بها الخيام، وأرموا كروتة التموين

لا صلح ولا استسلام، بسلاحنا نحرر فلسطين

الشعب الفلسطيني ثورة على الصهيونية

حمل سلاحه وبدا كفاحه، وخذي يا ثورة وأعطيني" ص40، أجزم أن هذا المقطع لوحده يعطي صورة حقيقية/ موضوعية عن الثورة وعن حال الفلسطيني والعربي، وعن الأمل الذي استطاعت الثورة تحقيقه في وقت الهزائم والانكسارات الرسمية العربية.

فالدول التي تمتلك جيوش، جعلت المواطن العربي والفلسطيني منكسر مهزوم، بينما الثورة التي لا تمتلك إلى القليل من الرجال والبنادق والعتاد، جعلت المواطن بهذه الروح وهذه الحمية، فيكفي أن الثورة خلقت أمل في وقت ضاع فيه كل شيء، وهذا ما يجعلنا نشكك بمن يشكك بدور المنظمة/ الثورة التي أوجدت هذه النقلة في الجماهير الفلسطينية والعربية.

ياسر عرفات

لا شك أن ياسر عرفات مثير، له الكثير، وعليه الكثير، ورغم هذا فهو موضع إجماع للكل الفلسطيني، هذا ما قاله "أحمد جبريل" أحد أشد خصومه: "نختلف معه، ونتفق عليه" السارد يتناول شخصية "عرفات كقائد شعبي يتعامل مع الجماهير التي أحبته وقدمته كممثل لحلمها في التحرير: "عاد أبو عمار وأعطى إشارات... بدأنا نعي أنه حارس أحلامنا" ص54، هذا المشهد يشير إلى مكانة عرفات، إلى قدرته على جذب الجماهير حوله، إلى شخصيته الشعبية الجاذبة، إلى بساطته في التعامل، وهذا ما يجعله قائد حقيقي للجماهير/ للثورة.

روافد الثورة

الثورة الفلسطينية استطاعت جذب العديد من رافضي الهزيمة في المنطقة العربية، وكذلك العديد من أحرار العالم، ينوه السارد إلى هذا الأمر من خلال حديث عن "جينيه" الفرنسي الذي عاد إلى مخيم البقعة بعد خروج الفدائيين، وكيف كانت حالته بعدما وجد التغييرات في المخيم: "سألناه إلى أين تريد الذهاب، أجاب وهو يبكي أريد أن أعود لأجلس تحت تلك الشجرة، أريد أن أعود للمعسكر، أريد أن يعود لي الرفاق، أريد أن أرى الفدائيين الذين تركتهم هنا...بدأ صياح الرجل يتحول إلى عويل" ص59و60، تصرفات "جينيه" تدل على حجم المأساة التي حدثت بعد أيلول، فالثوة فقدت أهم قاعدة لها في المنطقة، والجماهير الفلسطينية فقدت وسيلتها/ أداتها/ طريقها نحو التحرير، وأخذ حلمها يضمحل ويخبو، وهذا ما يشير إلى مكانة الثورة ودورها عند الجماهير، فإذا كان تأثر (فرنسي) بهذا الشكل/ المقدار، فكيف سيكون حال الفلسطيني، صاحب القضية!؟

ملاحقة الوطنيين

لم يقتصر الأذى بعد أيلول على خروج المقاتلين فقط، بل طال أيضا كل من يتبنى فكر الثورة، أو يؤمن بها وبدورها، من هنا كان ملاحقة كل من يتحدث/ يتكلم/ يعمل يدعو لتحرير فلسطين: "داهمتنا المخابرات بقوات كبيرة بغية اعتقال أبي، ما تم إخفاؤه قبل المداهمة قطع قليلة من السلاح وكثير من الرصاص... وحدة كتاب "الأسير العاشق" كان يختبئ مع حبات الرصاص، طلب أبي من أمي أن تخبئه مع أخي الصغير في السرير" ص62و63، هذا المشهد صورة سيتم تكرارها حتى يمسي المخيم فارغا من أي مظهر من مظاهر التمرد/ الثورة، ليصبح مكانا عاديا يعيش فيه الناس حياة (عادية) .

الأب

السارد يتحدث عن أبيه بصورة إيجابية، فهو من علمه مبادئ الثورة والعمل الثوري، يحدثنا عن أعماله وأقوله التي تبدو وكأنها حكم: "أخاف أن موت تحت علم غريب" ص72، هذه المقولة (الموت في الغربة) هاجس كل فلسطين، فرغم إيماننا بأن الميت لا يحس، إلا أننا كفلسطينيين نصر على الموت في أرضنا وعلى ترابنا، من هنا تجدنا أكثر شعوب الأرض نهتم بالأموات، ونعيدهم ليدفنوا في وطنهم، رغم المبالغ الباهظة التي يدفعها أهل المتوفي.

وعن نظرته للثورة وكيف يجب النظر إليها: "الورقة التي لا تسقط في الخريف خائنة بعيون أخواتها، وفية يعيون الشجرة" ص116، اللافت في هذه الرؤية الموضوعية التي جاءت بها، فهي تنظر إلى الحدث من زاويتين، وعلى من يريد أن يكون موضعا أخذهما معها، ليصل إلى الأصح، إلى ما هو واقعي موضوعي.

وعن طبيعة الأمهات يقول: "متى يصبح لدينا أمهات يرسلن أبناءهن إلى الموت وهن يبتسمن" ص119، رغم (قسوة) الطرح إلا أنه يعطي صورة عن حجم التضحية التي يفكر بها الثوري المنتمي لشعبه، لأمته.

ونجد الأب مثقف يعرف غوركي، يحدثنا عن رواية الأم وكيف يراها: "غوركي يتحدث عن حتمية الثورة ولا يتحدث عن حتمية الانتصار، يتحدث عن حتمية الصراع، لكن النتيجة غير معروفة" ص122، فالأب هنا يظهر متعلم، قارئ، يعرف كيف يدخل إلى النص ويخرج ما فيه من أفكار.

 

أيلول وخروج الثورة

بعد أحداث أيلول خرجت الثورة من الأردن، وتحولت معسكرات تدريب الأشبال إلى معسكرات للجيش الأردني، يقدم لنا السارد صورة عن ذلك الخروج وأثره على المخيم: "كان معسكرا من نوع آخر، معسكر فيه أقمار صناعية ودبابات ومدرعات وجيوش تحمل كل أنواع السلاح الغربي، لم يكن بينها أي شيء شرقي، حتى ذلك الفدائي أحد أهم أسباب وجودنا لم يكن فيها، كان قد اختفى..." ص56و57، نلاحظ حجم الألم الكامن في الصورة، وهذا يشير إلى أن الثورة كانت الحلم/ المخلص/ الأمل لخلاص الفلسطيني من التشرد والتشتت في بقاع الأرض، وأنها فعلا كانت تمثله وتمثل أماله وتطلعاته، وهذا رد إضافي على من يشكك بها وبانطلاقتها وبدورها الثوري التقدمي لفلسطين وللمنطقة العربية.

مرور أكثر من عشرين سنة على خروج المقاومة جعل علاقة الجماهير بالثورة تخبو، فالإذاعة يشوش عليها، واللقاء مع قادة الثورة شبه معدوم، والمضايقات على الجماهير تزداد، يحدثنا السارد عن هذه التحويلات بقوله: "كانت خياراتنا تراوح مكانها وتكاد تنحصر في الدعاء بالنصر لأهلنا في فلسطين والرحمة للشهداء والحرية للأسرى، والشفاء للجرحى، وإن اتسعت الأمنيات أكثر، كنا نجتهد بالدعاء أن نتمكن من سماع نشرة الأخبار من إذاعة صوت فلسطين من بغداد أو إذاعة القدس من دمشق بدون تشويش أو تقطيع... أو خوف" ص211و212، نلاحظ كيف تحول الوهج إلى خبو، والعنفوان إلى خمول، والأمل إلى سكون، هذا ما حصل للفلسطيني بعد أن فقد روحه، ثورته التي أجبرت على الخروج من بيئتها، من حضنها الشعبي الذي حماها وأعطاها، كما أعطته هي وحمته من فقدان الأمل.

ولم يقتصر الأمر على حالة الخبو والسكون، بل امتد إلى وعي الجماهير التي تم التلاعب بعقلها فأصبحت تهتم وتستفز بمسائل تافهة: "بعد أن هُزم فريق الوحدات من الجزيرة وتهاوى الحلم وأصبح في مهب الريح، جاء فريق البقعة كالقادم من بعيد والحامل لكل أسباب الفرح ففاز على الفيصلي وظفر الوحدات بلقب بطولة الدوري.

...وسرت شائعات هنا وهناك تناولتها أصوات شاذة في البلاد كان مفادها أن البقعة والوحدات اتفقوا على الفيصلي، وباتفاقهم هذا خسر الفيصلي لقب الدوري" ص244، هبوط وعي الجماهير إلى هذا الحد، يشير إلى حجم الخراب الذي تمر به الجماهير بعد أن فقدت الثورة، بعد أن فقد بصولتها وطريقها ومخلصها، فأصبحت ضائعة في تفاهات تؤخر ولا تقدم، تنزل ولا ترفع، وما كان للجماهير أن تصل إلى هذه الدرجة لو كانت الثورة موجودة وحاضرة، لكن فقدان الأمل/ الهم الكبير يجعلها تهتم بالتفاهات والصغائر، لتبقى صغيرة، تعيش كالديدان، تحت الأرض وليس فوقها.

وبعد سنوات، تدهور الحال أكثر، فجدران المخيم التي كانت تنبض بالعبارات الوطنية: "القدس عاصمتنا الأبدية، نعم للكفاح المسلح، فلسطين ليست بعيدة ولا قريبة.. أنها مسافة الثورة، عيدنا يوم عودتنا" ص278، أصبحت تلك الجدران ميتة، لا يوجد فيها حياة: "لم نعد نرى تلك الشعارات على جدران المخيم إلا نادرا، وبعد عشر سنوات أخرى أنزلق الوضع أكثر، فلم يعد أحد يكتب أو يخط حرفا على جدران المخيم، أصبحت الجدران مبولة شباب المخيم" ص284، هذه الصورة كافية لإيصال حال المخيم الذي كان شعلة للثورة، صورة إلى ما وصل إليه بعد أن فقد روحه، أداته في الحرية، فالثورة كانت روح المخيم، أمله المستقبلي، وعندما غادرت، أصبح حال المخيم كحال الأم التي رحل أبنها إلى المجهول، فأصابها الحزن، وفقدت بصرها، واضمحل جسدها حتى مات حزنا وقهرا على من غادرها وتركها وحيدة.

شخصيات السيرة

أثر أيلول على "هداية"

يتقوف السارد عند شخصيات تألمت أكثر من غيرها بسبب أحداث أيلول، من هذه الشخصيات من هذه الشخصيات "هداية" التي فقدت خطيبها في أحداث أيلول، مما جعلها تعزف عن فكرة الزواج، وهنا يتدخل ياسر عرفات بنفسه، ويقنعها بأن الزواج سنة الحياة، وعندما توافق على الاقتران ب"جمال" الذي كان في تونس، تقرر الذهاب ليتم زواجهما، تأتي الطائرات الإسرائيلية وتقصف مقر قيادة المنظمة، يستشهد جمال وتصبح "هداية" بلا خطيب، وتعود لحالتها السابقة، فكل الرجال الذي خطبوها استشهدوا.

مارادونا المخيم

يتوقف السارد عند شخصية رياضية مهمة، ليس لموهبتها في لعب الكرة فحسب، بل للمبدئية التي تميز بها، فقد رفض اللعب مع العديد من الأندية، "كان يمني النفس فقط أن يلعب لمنتخب فلسطين... ما سبب كل هذا الإصرار لأن تلعب لأحد أندية المخيمات بينما لا تعترف الدولة بنا، كان جوابه هو ليس إصرارا بحد ذاته بقدر ما هو فرصة للانتقام!" ص256، تجور الأيام على مارادونا المخيم، ويصاب بغضروف، وينفق ما جمعه من مدخرات بحيث لم يعد يملك شيئا، وبما أن صحته لا تسمح له بعمل شاق، فقد تم تدبيره كعامل في مصنع للشيبس، هذا حال المبدعين والمتألقين في دولنا المستقلة التي تهتم أشد الاهتمام بالمواطن!!!

شخصيات أدبية وفكرية

يتوقف السارد عند العديد من الشخصيات الأدبية والفكرية، "ماجد أبو شرار، هارون هاشم رشيد، معين بسيسو، معاذ الحاج، أبو عرب، عاطف أبو سيف، سقراط، دوجين، مشير إلى الظلم الذي وقع عليها، فهارون ومعين ماتا في المنفى، الأول في كندا والثاني في لندن، ومعاذ الحاج رسام الكاريكاتير مات في غرفته وحيدا، أما ماجد أبو شرار فقد تم اغتياله على يد العدو الإسرائيلي، "وأبو عرب مات في سورية بعيدا عن "توتة الدار" التي زارها قبل وفاته، هذا يشير إلى حال الأدباء والفنانين والمفكرين الفلسطينيين، والظلم الذي يقع عليهم، فرغم أنهم أعلام أدبية وفنية وسياسية إلا أن الحياة لم تنصفهم، ولم تعطهم حقهم في الحياة السوية، فهم بعيدين/ محرومين من وطنهم، من المكان الذي ينتمون له، لهذا غادروا الحياة وهم في حسرة لقاء من يحبون وما يشتهون.

 

خلاصة السيرة

بعد سرد العديد من الأحداث وتناول العديد من الشخصيات، وبعد مرور العديد من العقود يصل السارد إلى خلاصة تتمثل في: "كل الأرض العربية محتلة، إلا الأرض المحتلة" ص293، هذه ليست جملة فارغة، بل حقيقة يعيها كل مواطن عربي، خاصة بعد طوفان الأقصى الذي عرى كل الأنظمة العربية والإسلامية التي تسير في ركاب أمريكيا والغرب، فقد أثبت بالوجه الشرعي حقيقتها ودورها كحامية وداعمة للاحتلال ولمصالح الغرب، وما هي إلا أداة في يد أعداء الأمة والشعب.

السيرة من منشورات الاتحاد العام للأدباء والكتاب الفلسطينيين، رام اله، فلسطين، الطبعة الأولى 2024.