جامعة البترا تنظم يومًا توعويًا بالأمن السيبراني
صنارة نيوز - 27/10/2025 - 12:41 pm
جامعة البترا تنظم يومًا توعويًا بالأمن السيبراني
نظّم قسم أمن المعلومات في كلية تكنولوجيا المعلومات بجامعة البترا يومًا توعويًا خاصًا بالأمن السيبراني، برعاية رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور رامي عبد الرحيم، وبحضور نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية الأستاذ الدكتور مياس الريماوي نيابة عنه، وعميد الكلية الأستاذ الدكتور وائل هادي، وعدد من أعضاء الهيئة التدريسية وطلبة الكلية.
وفي كلمتها خلال الافتتاح، رحبت رئيس قسم أمن المعلومات الدكتورة سلام العماري بالحضور، مؤكدةً أن تنظيم هذا اليوم يأتي ضمن فعاليات شهر أكتوبر، شهر التوعية العالمي بالأمن السيبراني، الذي يُعقد سنويًا لتعزيز الوعي بمخاطر الفضاء الرقمي وتشجيع الاستخدام الآمن للتقنية.
وأضافت العماري أن الأمن السيبراني ليس مجرد تخصص أكاديمي، بل ثقافة مجتمعية يجب أن يتبناها الجميع من أعضاء هيئة تدريس وطلبة وموظفين لحماية البيانات والمعلومات والمؤسسات من التهديدات الرقمية المحتملة. وأشارت إلى أن الجامعة أطلقت برنامج التوعية بالأمن السيبراني الجامعي (UCAP) الذي يهدف إلى رفع مستوى الوعي الرقمي من خلال فعاليات وورش تدريبية مستمرة، كما يوفّر الموقع الإلكتروني للبرنامج موارد تعليمية وإرشادات أمنية تخدم مجتمع الجامعة، وسيُحدّث محتواه دوريًا لمواكبة التطورات الحديثة في هذا المجال.
وأكدت العماري أن جهود التوعية بالأمن السيبراني تنبع من الإيمان بأن الأمن مسؤولية مشتركة، وأن بناء بيئة رقمية آمنة يبدأ من الفرد ويمتد ليشمل المجتمع بأكمله.
ومن جانبه، أوضح الدكتور علي المقوسي، عضو هيئة التدريس في قسم الأمن السيبراني، أن العنصر البشري يشكّل خط الدفاع الأول في مواجهة المخاطر السيبرانية، مشيرًا إلى أن الوعي والمعرفة يمثلان الدرع الوقائي الفعّال ضد الهجمات الإلكترونية. وأضاف أن الأردن يُعد من الدول المتقدمة في مجال التحول الرقمي، إذ أولت الحكومة اهتمامًا كبيرًا بحماية الفضاء الإلكتروني من خلال تشريعات وقوانين متقدمة، أبرزها قوانين الاتصالات، والأمن السيبراني، والجرائم الإلكترونية، وحماية البيانات الشخصية.
وشهد اليوم التوعوي محاضرة متخصصة بعنوان "الأمن السيبراني والجرائم الإلكترونية في البيئة الرقمية المعاصرة" قدّمها الدكتور محمد المحارمة، المحامي والأكاديمي في كلية الأعمال بالجامعة الهاشمية. وتطرّق المحارمة إلى تعريف البيئة الرقمية من المنظور القانوني، موضحًا الفرق بين الأشخاص الطبيعيين والاعتباريين، كما تناول الجرائم الإلكترونية والسيبرانية مثل الاختراق، والابتزاز الإلكتروني، وانتحال الشخصية، ونشر المحتوى المسيء أو غير القانوني.
وبيّن المحارمة الفرق بين الجريمة الإلكترونية، التي تتعلق باستخدام الأجهزة كوسيلة، والجريمة السيبرانية التي تمسّ أمن المعلومات والبنى التحتية الرقمية للدولة، مشيرًا إلى خطورة “العلنية الرقمية” التي تجعل أي منشور أو تعليق متاحًا لآلاف الأشخاص ويُعدّ دليلًا قانونيًا على ارتكاب الجريمة.
وقدّم المحارمة أمثلة واقعية على الجرائم الحديثة مثل اغتيال الشخصية، والنشر غير المصرّح به للصور والمعلومات، والابتزاز الإلكتروني، وانتحال الهوية الرقمية، كما استعرض التشريعات الأردنية المتعلقة بالأمن السيبراني، بدءًا من قانون جرائم أنظمة المعلومات لعام 2000 وتعديله عام 2005، وصولًا إلى قانون الجرائم الإلكترونية المعدّل لعام 2023، الذي يتناول موضوعات مثل خطاب الكراهية، واغتيال الشخصية، والأخبار الكاذبة، واستغلال الذكاء الاصطناعي في الجرائم.
وناقش التحديات التي فرضها الذكاء الاصطناعي والتزوير الإلكتروني على البيئة الرقمية، مؤكدًا أهمية تعزيز الأمن السيبراني في المؤسسات التعليمية، وضرورة حماية مواقع الجامعات والبريد الرسمي، ومشدّدًا على أهمية الالتزام بالإرشادات العملية مثل عدم مشاركة البيانات أو كلمات المرور، وتجنّب فتح الروابط مجهولة المصدر، وعدم إرسال الصور الشخصية، والإبلاغ الفوري عن أي تهديد أو ابتزاز.
واختُتم اليوم التوعوي بمعرض ملصقات (Posters) لطلبة الكلية في بهو مسرح الدراسات الدوائية، إلى جانب مسابقات توعوية في مجال الأمن السيبراني هدفت إلى تعزيز المعرفة التقنية وتحفيز روح المنافسة الإيجابية بين الطلبة.



