سلوم حداد يعيد إحياء الزير سالم بعد 25 عاماً على مسرح أبوظبي
صنارة نيوز - 23/09/2025 - 3:49 pm
بعد مرور ربع قرن على عرض المسلسل السوري الشهير “الزير سالم” عام 2000، والذي شكّل محطة فارقة في تاريخ الدراما العربية وخلّد شخصياته في ذاكرة المشاهدين، يعود العمل اليوم بحلّة جديدة على خشبة المسرح، من خلال محاولة طموحة تجمع بين أصالة النص التاريخي ورغبة فريق العمل في إعادة تقديم الملحمة بصيغة حيّة مباشرة أمام الجمهور.
في كواليس المسرحية، التقى 24 بالفنان السوري سلوم حداد، وهو أحد أبرز أبطال المسلسل وصاحب الشخصية الأيقونية “الزير سالم”، إذ تحدّث بصراحة عن دوافع هذه العودة، وعن رهاناته على الجمهور، وعن إحساسه الخاص في تقديم المسلسل مسرحياً بعد ربع قرن من نجاحه المدوي.
يقول سلوم حداد لـ24 “هناك فرق كبير بين المسرح والتلفزيون”، جملة تبدو للوهلة الأولى بديهية، فالتلفزيون على اتساع شاشته وقدرته على الانتشار، يبقى بنظر الجمهور “وسيطاً بارداً نسبياً” يحصر المتعة في حاسة النظر، أما المسرح، فهو ذلك الفضاء الحيّ الذي يتنفّس فيه الممثل والجمهور في اللحظة ذاتها، حيث تصبح الحكاية جسداً واحداً نابضاً بالحياة.
من هنا، وبعد مرور خمسة وعشرين عاماً على عرض المسلسل الشهير “الزير سالم”، يعود سلوم حداد وفريقه ليخوضوا تجربة إعادة صياغة الملحمة التاريخية على الخشبة، في محاولة لوضع المشاهد في قلب التجربة، لا أمام مرآتها فحسب.
يقول مخرج المسرحية والقائم بدور “الزير سالم” الفنان سلوم حداد بثقة وصدق: “هي محاولة نرجو أن تنجح بإذن الله، ونحن نراهن على محبة الجمهور وشغفه بهذه الملحمة الخالدة”، مؤكداً أن الرهان الأكبر على تلك العلاقة العاطفية التي لم تهرم بين الناس وبين الملحمة التاريخية الشهيرة “الزير سالم”.
ردّ الجميل لذاكرة جمعية
وعن سرّ العودة إلى المسرح بعد ربع قرن، يوضح حداد “خلال ربع قرن، ما زالت مشاهدات المسلسل على يوتيوب تحصد ملايين المتابعين، وأينما ذهبت في أي بلد عربي أسمع الناس يرددون: جاء الزير وذهب الزير، هذا الحب جعلني أشعر بأن عليّ أن أقدّم ردّ الجميل لهذا العمل، فجمعت ما استطعت من نجومه لنقدّم السيرة ذاتها، لكن بروح مسرحية”، في إشارة إلى وفاء سلوم حداد لذاكرة قصصية صنعت مكانة استثنائية في وجدان المشاهد السوري والعربي على حد سواء.
وبرأيه ليس الأمر مجرد إعادة إنتاج لنص قديم، بل هو فعل وفاء وتكريم لعمل تحوّل إلى جزء من الذاكرة الجمعية، إذ يصبح المسرح هنا وسيلة لإعادة بعث الحكاية، لا كصور محفوظة على شاشة، بل كتجربة حيّة تتجدّد أمام العيون.
بين الدراما والمسرح
هكذا، يعيد “الزير سالم” اختباره بين وسيطين: التلفزيون الذي حوّله إلى أيقونة خالدة، والمسرح الذي يمنحه فرصة أخرى ليولد من جديد، وبين هذين العالمين، يقف الجمهور شاهداً وشريكاً، يعيد اكتشاف القصة بروح مختلفة.