دراسة: “واقع المرأة الغزية في ظل الحرب والتجويع وانتهاكات الاحتلال”

صنارة نيوز - 11/08/2025 - 9:41 pm

أصدرت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد) ورقة حقائق بعنوان “واقع المرأة الغزية في ظل الحرب والتجويع وانتهاكات الاحتلال”، أعدتها د. لينا الزعانين – أخصائية نفسية وعضو مجلس إدارة الهيئة الدولية، تناولت خلالها حجم المأساة التي تعيشها النساء في قطاع غزة منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023، وما يتعرضن له من انتهاكات جسيمة تمثل خرقًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني والقوانين الخاصة بحماية النساء في النزاعات المسلحة.

وأوضحت الورقة أن المرأة الغزية، التي تشكل نحو نصف سكان القطاع، وجدت نفسها في قلب الكارثة، تتحمل أعباء مضاعفة تشمل فقدان الأحبة والمأوى، ورعاية الأطفال وكبار السن في بيئة خطرة وغير آمنة، والبحث عن الغذاء والماء في ظل التجويع الممنهج، إضافة إلى مواجهة مخاطر العنف القائم على النوع الاجتماعي في أماكن النزوح.

ووفق بيانات وزارة الصحة الفلسطينية حتى أغسطس 2025، أشارت الورقة إلى أن 21% من إجمالي الشهداء هن نساء، بواقع (12,887) شهيدة، فضلًا عن آلاف الجريحات والمفقودات، كما نزحت أكثر من مليون امرأة وفتاة في ظروف إنسانية بالغة القسوة. كما سجلت وفاة (43,017) شخصًا – معظمهم من النساء والأطفال – جراء المجاعة وسوء التغذية، بالإضافة إلى وفاة (300) امرأة أثناء الحمل أو الولادة نتيجة غياب الرعاية الطبية اللازمة.

وتطرقت الورقة إلى أبرز الانتهاكات التي تتعرض لها النساء، ومنها:

القتل والاستهداف المباشر: توثيق قصف منازل كان معظم سكانها من النساء والأطفال، واستهداف نساء أثناء جلب المياه أو الحصول على المساعدات، في انتهاك صارخ لمبدأ التمييز وحظر الاستهداف العشوائي.
النزوح القسري وفقدان المأوى: نزوح جماعي لمئات الآلاف إلى مخيمات مكتظة أو مبانٍ شبه مدمرة تفتقر للخصوصية والأمان، ما يرفع مخاطر التحرش والاستغلال الجنسي.
الاعتقال والتعذيب والتحرش الجنسي: رصد أكثر من 450 حالة اعتقال لنساء وفتيات تعرضن للتعذيب الجسدي والنفسي، والحرمان من التواصل مع ذويهن، والتهديد بالاغتصاب.
التجويع والحرمان من الاحتياجات الأساسية: حصار خانق ومنع دخول الغذاء والمياه والدواء إلا بكميات محدودة، ما دفع النساء لقطع مسافات طويلة في بيئات غير آمنة للحصول على مياه غالبًا غير صالحة للشرب.
انهيار المنظومة الصحية: خروج 90% من المرافق الصحية عن الخدمة كليًا أو جزئيًا، وغياب شبه كامل لخدمات الصحة الإنجابية، وارتفاع وفيات الأمهات والأطفال.
كما تناولت الورقة التأثيرات النفسية والاجتماعية العميقة على النساء، من الصدمة النفسية الحادة، والخوف المزمن، والاكتئاب، والقلق واضطراب ما بعد الصدمة، إلى الانعزال الاجتماعي وفقدان الروابط الأسرية، والانهيار في أدوار الحماية والرعاية مع غياب الرجال في كثير من الأسر. وأشارت إلى أن غياب مراكز الدعم النفسي والاجتماعي زاد من تفاقم الأوضاع، في ظل تدمير أو إغلاق معظم المراكز المتخصصة.

وفي الجانب القانوني، استعرضت الورقة الإطار الدولي لحماية النساء في النزاعات، بما في ذلك اتفاقية جنيف الرابعة، وقرار مجلس الأمن 1325، واتفاقية سيداو، وأحكام القانون الدولي الإنساني، مؤكدة أن ما يجري في غزة يمثل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

واختتمت الهيئة ورقتها بسلسلة توصيات عاجلة، شملت:

على المجتمع الدولي: الضغط الفوري لوقف العدوان ورفع الحصار وضمان وصول المساعدات، وتفعيل آليات المساءلة الدولية، ودعم إعادة الإعمار بما يلبي احتياجات النساء.
على المنظمات الإنسانية: توفير الغذاء والمياه والرعاية الصحية والملابس وأدوات النظافة للنساء والفتيات، وإنشاء مراكز إيواء آمنة، وتقديم دعم نفسي واجتماعي مستدام.
على المؤسسات الحقوقية والقانونية: توثيق الانتهاكات وتقديم شهادات النساء الناجيات للمحافل الدولية، وتعزيز الحملات الدولية للمناصرة، وتوفير الدعم القانوني للمعتقلات والناجيات من العنف.
على قطاع الصحة: ضمان استمرار وتطوير الخدمات الصحية والإنجابية، وتدريب الكوادر الطبية على التعامل مع الإصابات الجسدية والنفسية الناتجة عن النزاعات، وإطلاق حملات توعية صحية ونفسية تستهدف النساء والفتيات في مناطق النزوح.
وأكدت الهيئة الدولية حشد أن استمرار الوضع الراهن يهدد بانهيار كامل للبنية الاجتماعية والنفسية للنساء في غزة، مع تداعيات كارثية طويلة الأمد على الأجيال القادمة، محملة المجتمع الدولي مسؤولية وقف هذه الجرائم وتوفير الحماية العاجلة للنساء الفلسطينيات.

لقراءة الورقة بالكامل اضغط هنا