من الانتشار إلى الانهيار… كيف تتساقط سلاسل الصيدليات في الأردن؟ خبير يكشف لـ”الصنارة نيوز” تفاصيل مثيرة

 

الصنارة نيوز – خاص

تواجه سلسلة صيدليات بارزة في عمّان أزمة مالية خانقة تهدد مستقبلها واستمراريتها، بعد تراكم ديون تتجاوز 15 مليون دينار لصالح شركات أدوية وبنوك محلية، في مشهد يعيد للأذهان تعثرات مشابهة شهدها القطاع خلال السنوات العشر الماضية.

ويُعد هذا التعثر الثالث من نوعه في أقل من عقد، ما يدق ناقوس الخطر حول أسباب فشل سلاسل الصيدليات الكبرى في الأردن، والتحديات الحقيقية التي تلاحقها رغم الانتشار الواسع لفروعها.

خبير صيدلي مطّلع أوضح لـ”الصنارة نيوز” أن ضخامة الاستثمارات والتوسع غير المدروس عبر عشرات الفروع، بدلًا من التركيز على مواقع استراتيجية محددة، جعل من الصعب ضبط الإدارة المالية وحجم المبيعات.

وأشار إلى أن عدد الصيدليات في السوق يفوق الحاجة الفعلية، ما يزيد من حدة المنافسة ويقلّص هوامش الربح، خصوصًا مع اضطرار هذه السلاسل إلى دخول مجالات التجميل والمكملات الغذائية ذات الأرباح المحدودة بسبب المنافسة الشديدة.

ولفت الخبير إلى أن نظام الخصومات وعلاقة الإدارة مع الموظفين غالبًا ما يخرجان عن السيطرة، الأمر الذي يزيد من التعقيدات التشغيلية. كما أن التوسع السريع أجبر العديد من السلاسل على استئجار صيدليات ضمن “خلوات” مرتفعة، بفعل قوانين المسافات، ما ضاعف الكلف التشغيلية بشكل غير مسبوق.

وأضاف أن شركات الأدوية ومستودعات التوزيع باتت تشترط البيع النقدي نتيجة فقدان الثقة عقب تجارب تعثر سابقة، وهو ما يضعف قدرة هذه السلاسل على الاستمرار.

وختم الخبير الصيدلي بالتأكيد على أن ما يحدث اليوم لا يقتصر على سلسلة واحدة، بل هو مؤشر على خلل هيكلي في سوق الصيدليات الأردني، حيث يغيب التخطيط الاستراتيجي وتتفاقم التحديات مع تضخم أعداد الصيدليات وتراجع القدرة الشرائية للمواطنين.